من شارل ديغول الى جورج قرداحي… وسؤال المليون الأسهل
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
تختبر صنف البشر عادة، في أصعب الظروف، فإما ذهبا يكونون… أو صدءا لا يصلح لأي شيء نافع.
أيضا، تختبر المسؤول في البلاد، في أصعب الظروف، فإما مسؤولا وحكيما ووطنيا يكون، أو فاشلا ومتملقا لا تليق به سدّة المسؤولية.
عُيّن جورج قرداحي وزيراً للإعلام ضمن حكومة ولدت بعد مخاض مقرف طويل، حتى تكون خشبة خلاصنا الأخيرة فإذ بها تتحوّل إلى مصيبة بكل ما للكلمة من معنى.. تعطّلت عند المفترق الاول، وها هي تلفظ أنفاسها الأخيرة، بسبب تعنّت رجل.
إن كان لا يعلم قرداحي بأن تصاريحه خنقت اللبنانيين في الداخل والخارج، وأن أزمة غير مسبوقة مع الخليج انفجرت في وجوهنا، بسببه هو، فهي مصيبة… وإذا كان يدرك ما حلّ بنا بسببه، فالمصيبة أكبر.
فيا معاليك، كيف تجد للطمأنينة والراحة سبيلا فيما البلاد تنزلق إلى مصير أسود؟ كيف تسمح لهم بأن يقامروا بك ويجعلوك واجهة مقيتة لأهدافهم ومشاريعهم التي من أولى أهدافها إبعاد لبنان من حاضنته العربية؟!
قبل ان يفوت الأوان، ويفوتنا القطار الأخير، إعترف بالخطأ، واستقل. أنظر إلى دول العالم، وأنت العالم بالتاريخ والجغرافيا، أو أقله لا بدّ أن بعضها ورد في الأسئلة التي اعتدت طرحها لسنوات على ضيوفك… ألم تسألهم يوما عن الرئيس الفرنسي شارل ديغول الذي استقال واعتزل العمل السياسي بعد الاضطرابات الاجتماعية والطالبية التي شهدتها بلاده عام 1969؟ ألم تسمع يوما باستقالة هاينز كريستيان شتراخه نائب المستشار النمساوي، بعد يوم واحد من تسريب مقطع مصوّر له يربطه بفضيحة فساد؟
ألم تسمع يوما عن النائب الارجنتيني الذي اضطر إلى الاستقالة بعد أن ظهر وهو يقبّل صديقته أثناء جلسة للبرلمان عقدت عبر الانترنت؟ ألم تقرأ أو تسمع عن الوزراء الذين استقالوا في مختلف دول العالم، بسبب حادث سير أو فيضان أو انقطاع كهرباء؟ لقد انقطعت أوصالنا مع العالم العربي، فيما تستمر بعنجهيّتك، غير مكترث لوطنٍ بكامله…
بالفعل يُمتحن المسؤول في الأزمات، أما في لبنان فالعكس صحيح.. هنا المسؤولون هم من يفتعلون الأزمات. رأفة بنا وبكَ، إستقل حتى لا يأتي يومٌ، لا يحتاج فيه الجواب إلى صديق أو احتمالات أو حذف إجابات، لأن “سؤال المليون” سيكون الأسهل: أيُّ وزيرٍ تحوّل إلى وِزْرٍ في لبنان؟!