بالأرقام: أسواق الخليج تتصدر تسويق الإنتاج الزراعي اللبناني
جاء في “الشرق الأوسط”:
تتأثر القطاعات الإنتاجية اللبنانية بشكل أساسي من الأزمة الناشئة مع دول الخليج العربي، كون أسواق الخليج تعتبر الوجهة الأكثر أهمية للصادرات اللبنانية، وخصوصاً الزراعية منها.
وتعد المملكة العربية السعودية أكبر سوق مستهلكة للصادرات الزراعية اللبنانية، ويقول الرئيس السابق لمجلس إدارة ومدير عام “مؤسسة تشجيع الاستثمارات في لبنان (إيدال)” نبيل عيتاني لـ”الشرق الأوسط” إن لبنان “يصدر من إنتاجه الزراعي إلى الخليج ككل، ما نسبته 73 في المئة من حجم صادراته الزراعية، أي بمعدل 450 إلى 500 ألف طن سنوياً”، مشيراً إلى أن “نصفها يذهب إلى المملكة العربية السعودية التي تعتبر أكبر سوق مستهلكة بالنسبة للبنان بمعدل 175 ألف طن إلى أسواق المملكة”. ويوضح عيتاني أن “الإنتاج الزراعي يشغل أكبر عدد من العمالة في لبنان ويشكل نحو 6 في المئة من حجم الناتج المحلي”، لافتاً إلى أن عائدات هذا القطاع الآتية من الخليج إلى لبنان تناهز الـ200 مليون دولار. وإضافة إلى الصادرات الزراعية، يشير عيتاني إلى أن لبنان سيخسر صادراته الصناعية، وأيضاً الخدماتية التي تشكل الصادرات الأهم بالنسبة له، في حال استمرار الأزمة مع دول الخليج.
ويؤكد عيتاني أن “الخسارة لا تقتصر على عملية الصادرات بل تطال العلاقة الكبيرة المبنية بين لبنان والمملكة العربية السعودية”، مشدداً على أن “التعرض لتلك العلاقة سيعرض الاقتصاد اللبناني لخسائر جسيمة”.
وتمثل الأسواق الخليجية أفضل وجهة تصريف للمنتجات اللبنانية. ويشرح رئيس لجنة التجارة في غرفة بيروت وجبل لبنان جاك الحكيم لـ”الشرق الأوسط” أن “المملكة العربية السعودية والإمارات يعتبران أهم سوقين للمنتجات اللبنانية، أكانت زراعية أو تجارية أو صناعية خفيفة”، ويشير إلى أن “علاقة لبنان بالخليج عامة والسعودية بشكل خاص أكبر من التصدير بل هي علاقة المغتربين الذين يعلق لبنان واللبنانيون الآمال الكبيرة عليهم لتحويل “الفريش” دولار”.
ويشير إلى أن لبنان “لا يملك أي دخل بالدولار إلا من المغتربين اللبنانيين وأغلبيتهم في الخليج”.
ويتخوف الحكيم من أن “سعر صرف العملة الوطنية سيتأثر كثيراً وبشكل سريع بمجرد أن يفتح البلد يوم الاثنين المقبل، في حال عدم الذهاب إلى حل سريع”.
ويؤكد حكيم أن لبنان، تاريخياً، “لا يستطيع الاستمرار من دون الدعم العربي عموماً والخليجي خصوصاً”، مشيراً إلى أن “عدم تطبيق الحياد الذي نادى به البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، يكلفنا الكثير”.