وزراء العضلات والصراخ والضرب على الطاولة
كتب كبريال مراد في موقع mtv:
ليست المرة الأولى التي تتأزم فيها الأمور على طاولة مجلس الوزراء ولن تكون الأخيرة.
تاريخنا المؤسساتي والسياسي حافل بالخضات. تحبل في هذا الملف أو ذاك، فتلد داخل الحكومة. هي هبة باردة وهبة ساخنة متوقعة منذ الآن وحتى موعد الانتخابات النيابية.
لكنها تكاد تكون من المرات النادرة التي تظهر فيها التشققات في الجسم الحكومي قبل اطفاء شمعة المئة يوم الأولى.
فأول دخول بعض الوزراء، شمعة على طولهم. فبتنا نسمع عن وزير يضرب على الطاولة، او يحاول رفع صوته اذا لم يعجبه كلام رئيس الجمهورية.
وكأن من بين وزرائنا من يحتاج الى العودة الى صفوف فنّ التخاطب واحترام المقامات والأصول.
ولكن، على ما يبدو أن في مجلس وزرائنا فائض قوة. وكأن الجالسين حول الطاولة الوزارية يتكلمون بألسنة سواهم، ويضربون على الطاولة بعضلات غيرهم. فيسمحون بالتالي لأنفسهم بتخطي الحدود… والآداب حتى، معوّلين على أنهم لن يجدوا من يردعهم، على غرار فرعون الذي سئل يوماً “مين فرعنك؟” فأجاب “ما لقيت مين يردّني”.
من أول الطريق، يبدو أن بعض اصحاب المعالي يحتاجون للعودة الى رشدهم. فالبلاد في أزمة، والأزمة تحتاج الى حلول، والحلول الى تفكير ومعالجة ومبادرة ومتابعة ومثابرة وانجاز… تحتاج الى من يكبّر عقله، لا من ينفخ عضلاته… خصوصاً اذا كانت عضلات سواه.