اخبار بارزةلبنان

فرنجية المطمئن الى الداخل والخارج.. كل الطرق تؤدي الى بعبدا

تظهرت في جلسة منح الثقة لحكومة “معا للانقاذ” الاستعدادات لاستحقاق ايار 2022 وتشرين الأول من العام نفسه. فالخطابات الرنانة والاستعراضية وتبادل الاتهامات على خط أحزاب البياضة – معراب- بنشعي كانت كفيلة بتثبيت المؤكد أن المعركة النيابية والرئاسية على نار حامية في الشارع المسيحي وأن الأشهر المقبلة سوف تشهد معارك سياسية طاحنة وتخوينية ووفق ما تقتضيه اللعبة الانتخابية.
حيد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي من هجومه المباشر وغير المباشر على حركة أمل وتيار المستقبل وحزب القوات وتيار المرده، وهذا يؤشر، وفق مصادر مطلعة على فحوى الموقف العوني لـ”لبنان24″ ، الى أن التيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي يخوضان نقاشات سياسية في سياق التزامهما ربط النزاع، وقد تصل إلى تفاهمات انتخابية في دائرتي الشوف وعالية، علما أن حزب الله يؤكد أن أخطاء العام 2018 لن تتكرر في العام 2022 وأنه سيولي اهتماما كبيرا لترتيب التحالفات للحفاظ على الأكثرية الحالية.
ومع ذلك، فإن أوساطا سياسية تعتبر” أن الاستحقاق الرئاسي سيكون رهن ما ينتظر لبنان من تطورات خارج حدوده، خاصة وأن المعطيات الخارجية تشي أن هناك تقاطعا أميركيا – روسيا معطوفا على تسليم عربي بضرورة وضع لبنان تحت الوصاية السورية”، وهنا تشير الأوساط إلى “ترحيب ضمني من المحيطين برئيس الجمهورية العماد ميشال عون بهذا الطرح، اعتقادا منهم أن هذا الامر سيصب في مصلحة باسيل الرئاسية، خاصة وان الاستحقاق الرئاسي تتحكم به التوازنات والمفاوضات والتسويات الإقليمية والدولية التي تفرض نفسها دوما على المجريات المحلية”.

إذن المنازلة الرئاسية حاصلة لا محالة بين باسيل ورئيس تيار المرده سليمان فرنجية، بيد أن المقربين من الأخير يبدون اقتناعا” أن كل الطرق مفتوحة أمامه وكلها تؤدي إلى بعبدا، فلا فيتو أميركيا على تبوئه سدة الرئاسة ولا معارضة عربية او خليجية، كل ذلك يأتي بالتوازي مع موافقة مطلقة من الدولة السورية ومن مكونات الداخل على مختلف شرائحهم”. وهذا يقود وفق المعنيين الى” أن فرنجية حصل من حزب الله على “كلمة السر” (دعمه للرئاسة) من دون المجاهرة بذلك عطفا على أنه يحظى بدعم مطلق من رئيس مجلس النواب نبيه بري ربطا بتيار المستقبل والحزب الاشتراكي وقوى 8 اذار”، علما أن مصادر مطلعة على موقف حزب الله تقول ” لا يمكن للحزب الذي لم يعط وعدا لأحد، تبني ترشيح باسيل للرئاسة أو دعمه لأن هذه الخطوة سوف تخسره كل حلفائه دون استثناء”.

ورغم التوتر الذي أحاط كلمة النائب اسطفان الدويهي في الاونيسكو عندما ابدى انزعاجا من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ظنا منه أنه لم يصغ لكلمته وما تراءى للبعض من تفسيرات وتأويلات، فإن علاقة ممتازة تربط رئيس المرده بالرئيس ميقاتي الذي يعتبر من أبرز الداعمين لوصول زعيم بنشعي إلى رئاسة الجمهورية عطفا عن أنه تعاطى بايجابية مطلقة مع الاسمين اللذين طرحهما التكتل الوطني لحقيبتي الإعلام والاتصالات ( الوزيران جورج قرداحي وجوني القرم)، وان كانت أوساط المرده تواصل التلميح إلى أن التشكيلة الحكومية منحت رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر الثلث الضامن من دون قفازات والأيام كفيلة بتبيان صحة هذا الكلام.

تمدد فرنجية إلى كسروان وزاريا، لكنه لم ينجح في التمدد شعبيا وتاليا نيابيا خارج الشمال، فالنائب فريد هيكل الخازن هو حليف للمرده ولا ينضوي ضمن صفوفه وبالتالي فإن فرنجية الذي لا يبني توقعات خارج المنطق المعقول والمقبول على الصعيد النيابي خارج زغرتا وكسروان، فإن طموحه الرئاسي لا يخفيه لا هو ولا مسؤولو تياره، والمعطيات الراهنة على المستويين المحلي والخارجي تصب وفق المقربين منه في مصلحته الرئاسية بالتوازي مع ان كسروان تبقى المعبر الأساس على الصعيد الماروني للوصول الى قصر بعبدا وبالتالي فإن فرنجية “عم يلعبها صح”، خاصة بعد أن خرج كل من نعمة افرام وشامل روكز من تكتل لبنان القوي ويتجهان إلى تركيب تحالفات جديدة بعيدة عن التيار البرتقالي.

في خضم كل ما يجري، تذكر الاوساط نفسها بقول أحد المسؤولين الاميركيين منذ نحو سنتين “إن رئيس المردة إذا صافحته ثم عددت أصابعك بعد ذلك وجدت أنها خمسة”، وهذا يتقاطع مع إشارة مصادر المرده إلى أن ما يميز فرنجية صدقيته وقناعاته التي لا تتبدل وفق الأهواء والاجندات السياسية والمصالح الشخصية، وكل ذلك يشكل حافزا للقوى المؤثرة في لبنان لعدم معارضة انتخابه لرئاسة الجمهورية، هذا فضلا عن أن موقفه من المقاومة لا يحتمل أي تأويل أو اجتهاد وليس وليد مصالح او تحقيق مكاسب، فهو الداعم الأول لحزب الله وسلاحه رغم تباينه معه في بعض الملفات الداخلية الشائكة التي يراعي فيها الحزب، التيار العوني على حساب شركائه الدائمين والثابتين في 8 اذار الذين يأخذون على الحزب عدم انصافهم.

lebanon24

مقالات ذات صلة