لبنان

″معا للانقاذ″.. لكل حكومة من إسمها نصيب

كتب غسان ريفي في سفير الشمال:

بعد أن أطلق عليها إسم ″معا للانقاذ″، يسعى الرئيس نجيب ميقاتي الى أن يكون لحكومته من إسمها نصيب، وذلك بتضافر كل الجهود ضمن الورشة الحكومية التي أطلقت من أجل وقف الانهيار ووضع لبنان على سكة التعافي.

لا مجال لتضييع الوقت بالنسبة لرئيس الحكومة الذي يستعجل إنطلاق عمل حكومته شعورا منه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه في معالجة أزمات وهموم المواطنين لاحداث فارق ولو بسيط يساهم في إعادة الأمل الى نفوس اللبنانيين.

تشير المعلومات الى أن هذه السرعة اللافتة، سببها أن الرئيس ميقاتي خلال فترة التأليف كان يعقد الاجتماعات ويستمع الى كل الأفكار ويحضر فرق العمل، ويتواصل مع المؤسسات الدولية لتحضير الأرضية اللازمة للانطلاق بالعمل فور تشكيل الحكومة، وهذا ما حصل بالفعل، وأوحى بمزيد من الثقة حيث سيشعر اللبنانيون بأنهم أمام ورشة حقيقية من المفترض أن تظهر نتائجها الايجابية قريبا وبشكل ملموس.

يمكن القول إن البيان الوزاري الذي أقرته الحكومة في جلستها أمس، هو قليل الدسم السياسي وكامل الدسم الانقاذي، حيث أتى للتعبير عن وجع الناس وأحاط بكل همومهم من دون أي خلاف، بدءا من إصلاح وهيكلة القطاع المصرفي الى خطة معامل الكهرباء الى حل أزمة المحروقات، وإعادة تفعيل خطة النقل المشترك، وعدم رفع الدعم عن الأدوية المزمنة، إضافة الى زيادة الأجور لموظفي القطاعين العام والخاص، فضلا عن إطلاق التفاوض الندي المثمر مع صندوق النقد الدولي وإنجاز الاصلاحات التي يطلبها، تمهيدا لاستقرار سعر صرف الدولار والبدء بخفض الأسعار التي ستكون خاضعة لرقابة صارمة من قبل فرق وزارة الاقتصاد التي شهدت إجتماعات متلاحقة اليوم لهذا السبب.
وبالتزامن مع إقرار البيان الوزاري الذي شدد أيضا على ضرورة إعادة وصل ما إنقطع مع الدول العربية من أجل العودة الى الحضن العربي، شهدت وزارة الطاقة إجتماعا عقد بين الوزير وليد فياض والسفير المصري ياسر علوي للبحث في تفاصيل إستجرار الغاز المصري عبر الأردن فسوريا، ودراسة الخط الذي سيسلكه حيث تبين أن الأنابيب الممتدة من الحدود السورية اللبنانية وصولا الى معمل دير عمار تحتاج الى تأهيل وقد تم التوافق على بدء العمل فيه، إضافة الى التجهيز للفيول العراقي الذي سيساهم سريعا في تحسين التغذية الكهربائية.

كما أشارت معلومات، الى أنه بعد جلسة إقرار البيان الوزاري في قصر بعبدا، عقد إجتماع ثلاثي ضم رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير المالية يوسف خليل الذي أبلغ الرئيس عون بأن وزارة المالية ستوقع اليوم الجمعة عقد التدقيق الجنائي مع شركة ألفاريز، وهذا يعتبر أحد أهم مرتكزات التفاوض مع صندوق النقد الدولي.
كما وقع الوزير خليل على المساعدة الاجتماعية المقسمة الى قسمين لموظفي القطاع العام.
تؤكد مصادر سياسية مطلعة أن الوتيرة السريعة في العمل التي يحرص عليها رئيس الحكومة، والتوافق الكلي حول الطروحات، تؤكد أن الرئيس ميقاتي نجح في تشكيل فريق وزاري منسجم ومتجانس ومتخصص، ويدحض كل الاجتهادات السياسية التي تلت تشكيل الحكومة، لكن يبقى أن يبرهن الوزراء عن إمكاناتهم وخبراتهم في معالجة الملفات الشائكة كّل في وزارته..
lebanon24

مقالات ذات صلة