حياة هؤلاء بخطر… ورسالةٌ الى وزير الصحّة
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
إختفت الطوابير من أمام الصيدليّات، ليس لانّ اللبنانيّين ليسوا بحاجة للدوّاء، بل لانّهم يئسوا من البحث عن أدويتهم الدورية، وربّما أيضاً لانهم لا يملكون ثمن تلك التي باتت تُسعّر بحسب الدّولار الاسود.
وبالرّغم من الشّح المستمرّ في الادوية، إلا أنه سُجّل ظهور مفاجئ لبعض الادوية التي كانت مقطوعة لاشهر طويلة. فما سرّ ذلك؟ وماذا ينتظر المرضى في الايّام المُقبلة، خصوصاً الذين يُعانون من أمراضٍ مُزمنة؟
يستغربُ نقيب الصيادلة السابق جورج صيلي في حديثلموقع mtv “كيف حصلت عمليات الدّهم لبعض مستودعات الادوية في الايام الاخيرة قبيل تشكيل الحكومة الجديدة وليس قبل ذلك بسنة ونصف السنة، في ما يُشبه “البروباغندا” السياسية والاعلامية قبل رحيل الحكومة، والاسوأ هو أنّ أصحاب المستودعات التي تمّ دهمها باعوا أدويتهم لجماعاتهم فقط، أما من تمّ تسطير محاضر ضبط بحقّهم، فالامر متروك للقضاء، وتحتاج هذه الادوية المصادرة لمدّة للافراج عنها، وحتّى الان لم يصلنا أيّ دواء مصادر”، مُستدركاً “ولكنّ سبب ظهور بعض الادوية في الصيدليات هو لانّه قام مستوردون بتوزيع أدويتهم بعد إتفاق مع وزارة الصحّة وبعد أن كانت مخزّنة لاشهر طويلة في مستودعاتهم، إنما المشكلة الاكبر هي في حال إنقطاع هذه الادوية مجدّداً بعد انتهاء شهر أيلول وعند رفع الدّعم بشكل كلّي عن كل أصناف الدّواء”.
ويشرح صيلي “قريباً سيُرفع الدّعم عن كلّ الادوية، ورغم مطالبتنا المستمرة بخطة تدريجية لذلك، إلا أن المعنيّين لم يتحرّكوا، وحالياً 65 في المئة من الادوية مدعومة مقابل رفع الدّعم عن حوالي 1900 صنف من الدّواء أي زهاء 35 في المئة، والمدعومة هي تلك التي تُعالج أمراضاً مزمنة، ولكنّ دعمها سوف يتوقف من دون إنذار ما سيُعرّض حياة آلاف المرضى للخطر، فمثلاً مريض السرطان الذي لا يزال يشتري أدويته، إن وجدت، بـ7 ملايين ليرة، سيفوق سعرها الـ100 مليون شهرياً وهو رقمٌصادم”، محذّرا من “ترك هؤلاء المرضى أمام مصير الموت المحتّم لعدم قدرة عدد كبير منهم على شراء الادوية لعلاجاتهم”.
ومن نقيب الصيادلة السّابق رسالة في الختام الى وزير الصحّة الجديد فراس أبيض: “نتمنّى عليك أن تشكّلفريق عمل من أشخاص مُلمّين في هذا القطاع ويعرفون تفاصيله، والاستناد على دراسات علميةّ وعدم إتخاذ قرارات سياسيّة وشعبوية، لانه من الضروري إبعاد الصحّة عن السياسة. نحن نعرف جيّداً أنه لا يمكن حلّ كلّ الازمات، إنما العمل العلمي والمُحترف يُخفّف من حدّتها على كلّ هذا القطاع، وعلى المواطنين أيضاً”.
قطاعُ الدواء ليس بخير ولو أنه تنفّس بعض الاوكسيجين في الايّام القليلة الماضية، فهل ما ينتظرنا هو أسوأ ممّا مضى؟ ننتظر الجواب مع الكثير من العمل والامل من وزير الصحّة الجديد…