حكومة “نهاية العهد”: كوني “شغّيلة” واصمتي!
جاء في “نداء الوطن“:
من بعبدا إلى السراي… يوم طويل مملّ نقص من عمر البلد وزاد في أعمار الطغمة الحاكمة فيه، فبدوا أمس مزهوّين بإعادة إحياء منظومة المحاصصة الوزارية على أنقاض ثورة 17 تشرين ونقيض طموحات أبنائها، فاستهلت الحكومة الوليدة يومها الأول في قصر بعبدا بـ”كوكتيل” تعارف وصورة تذكارية، قبيل انعقاد مجلس الوزراء على نية “التنظير والاستعراض” البروتوكولي المعهود إثر ولادة الحكومات.
غير أنّها، وبوصفها آخر حكومات عهده، بدا بين سطور “وصية” رئيس الجمهورية ميشال عون لأعضائها بـ”الإقلال من الكلام”، معطوفة على “توصية” الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مساءً للوزراء بـ”عدم التصريح تحاشياً للإكثار من الأخطاء”… خلاصة وحيدة تؤكد أنّ المنظومة الحاكمة المفلسة “رهنت كل أوراقها” بنجاج هذه الحكومة وتعوّل عليها لإعادة تعويم نفسها و”تلميع صورتها” في الفترة الفاصلة عن الانتخابات النيابية المقبلة، وبالتالي، أمام ما تكشّف من أعطاب بنيوية في تركيبتها تجسدت من خلال التصريحات الفضائحية لبعض وزرائها، لم يتأخر أركان هذه المنظومة في اعتماد سياسة “كم الأفواه” الوزارية باكراً، وإطلاق تسمية حركية على حكومة “نهاية العهد” تحت شعار: كوني “شغّيلة” واصمتي.
وما إن انتهت جلسة بعبدا ببيان مسهب نقل مضمونه وزير الإعلام جورج قرداحي بتجسيد “تلفزيوني” لأقوال “السيّد الرئيس” وتوصيات “دولة الرئيس”، حتى سارع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باتجاه “السجاد الأحمر” المفروش في السراي الكبير إيذاناً بتسلم مهامه رسمياً، فباشر في إعداد مسودة البيان الوزاري، بحيث أعربت أوساطه عن تفاؤلها بالتوصل إلى صيغة نهائية لهذه المسودة “بين اليوم والغد”، على أن يبادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري عندها إلى تحديد جلسة “مناقشة البيان ومنح الثقة” نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع المقبل على أبعد تقدير “تأكيداً على النية في تسريع الخطوات الإجرائية لبدء الحكومة أعمالها والمباشرة بإعداد وتنفيذ الخطط الإنقاذية بالتعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والصناديق المانحة والدول الشقيقة والصديقة”.