لبنان

هل تزور شخصيّة لبنانيّة دمشق بين 10 و14 ت2 ولماذا؟

كتبت وكالة “أخبار اليوم”:

بدا لافتاً عدم ورود أي ملموس مرتفع السّقف، تجاه ملف النازحين السوريين، في كلمة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في ذكرى 13 تشرين الأول أمس، وذلك رغم أن هذا الملف لا يُفارِق خطاباته وإطلالاته السياسية، إجمالاً.

وبعد الجملة الشهيرة التي قالها باسيل العام الماضي، خلال إحياء الذّكرى نفسها، وهي أنه سيزور سوريا لإعادة النازح السوري، غاب أي ملموس حول هذا الملف، في حديثه أمس.

فهل من انسجام بين غضّ النّظر عن هذه النّقطة، وبين عدم الحماسة السورية لقرار وزارة الدفاع الروسية المرتبط بعَقْد مؤتمر دولي يتعلّق باللاجئين السوريين في دمشق، بين 10 و14 تشرين الثاني القادم؟ وهل يشكّل احتمال تلقّي لبنان دعوة للمشاركة فيه، مشكلة داخلية إضافية، تُزاد الى المشاكل اللبنانية التقليدية؟

الجواب يحتاج الى بعض الوقت لتتوضّح معالمه أكثر، خصوصاً أن “المؤتمر الروسي” لم يحصل على أي إشارة غربية أو حتى شرقية إيجابية حتى الساعة. فضلاً عن أن وزارة الخارجية الروسية أظهرت بدورها إشارات حول عدم الارتياح الكامل لخطوة “الدفاع” الروسية، في هذا الإطار، بحسب بعض المراقبين.

فوزارة الدفاع الروسية انطلقت في هندستها للمؤتمر من نقطة أن الأزمة السورية استقرّت نسبياً، وهو ما يُقلِق الجانب السوري، لأنه يحشر نظام الرئيس بشار الأسد في زاوية القبول بالحلّ السلمي، وبالتفاهمات الروسية – الأميركية – التركية، حول نقاط ومناطق عدّة في شمال سوريا.

أشار مصدر مُطَّلِع الى أن “رئيس الجمهورية ميشال عون والوزير السابق باسيل، لم يوقفا مساعيهما لحلّ أزمة النازحين السوريين في لبنان، نظراً الى الأعباء الكبيرة لهذا الملف على البلد، خصوصاً على المستوى الأمني والديموغرافي والإقتصادي”.

وأكد في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أن “لا مانع من مشاركة لبنان في المؤتمر الروسي حول النازحين في سوريا، إذا تلقى دعوة روسية رسمية، لا سيّما إذا عُقِد بمشاركة وفود دولية رغم المُعاندة الغربية. ولكن لم يتسلّم لبنان الرسمي أي دعوة رسمية حتى الساعة، وهو ما يمنع تحديد الشخصية التي يُمكنها أن تذهب الى هناك، منذ الآن”.

وأشار الى أن “لا تأكيدات روسية نهائية بَعْد حول زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبنان، ولا حول إمكانيّة أن يحمل دعوة رسمية للبنان الى “مؤتمر دمشق” (حول النّزوح)، خصوصاً أن أزمة ناغورني كاراباخ حازت على اهتمام روسي كبير في الآونة الأخيرة، وأدخلت معطيات جديدة الى السياسة الخارجية الروسية، على مستوى الشرق الأوسط تحديداً”.

وشدّد المصدر على أن “الوجود العسكري الروسي في سوريا وضع حدّاً كبيراً للحركات الإرهابية الجهادية هناك، التي تحاول محاصرة روسيا بدعم تركي اليوم، من باب تهديد منطقة القوقاز عبر أزمة ناغورني كاراباخ. والهدف هو إرهاق روسيا بأزمات جديدة شرقاً، وتسريع تقسيم سوريا الذي سينعكس على المنطقة. ولكن روسيا لن تتساهل في هذا الإطار أبداً”.

وأضاف:”تُعتَبَر أذربيجان مصدراً مهمّاً للغاز، وموقعاً لشركات أميركية، وهو ما يتسبّب بصراع بينها (أذربيجان) وبين روسيا التي تريد فتح المجال لشركات الطاقة الروسية الكبيرة، لتدخُل الى هناك. وقد يؤدّي حلّ أزمة ناغورني كاراباخ، عبر هذا الباب، الى حلّ يُريح ملفات سوريا وليبيا في شكل جذري مستقبلاً”.

وعن الآفاق المُحتَمَلَة لمؤتمر النّزوح السوري، إذا كان غير منسّق بين روسيا والغرب، أجاب:”آفاق النجاح ترتبط بمدى تلازمه مع مسار مفاوضات اللّجنة الدستورية”.

وختم: “فضلاً عن أن إنجاح أي شيء يتعلّق بالنازحين قد لا يشكّل إلا بداية، ريثما تُحَلّ الأوضاع كلياً في مناطق شمال وشرق سوريا، كعامل أساسي مُساعِد لإعادتهم”.

mtv

مقالات ذات صلة