الرغبة موجودة والمساعي قائمة… عقبتان أمام القمة الروحية؟
كتبت “المركزية”:
عندما تشتد الأزمات وتحتدم الخلافات بين المرجعيات الروحية من مختلف الطوائف، تسارع لجنة الحوار الاسلامي – المسيحي الى عقد قمة تجمع كافة الاطراف، من أجل توحيد الكلمة وتحمل المسؤوليّات تجاه الوطن والمواطن. وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مسعى لعقد قمة روحية خاصة بعد التباعد في المواقف والسجال النادر بين بكركي والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والذي يتزامن مع غياب أيّ حوار بين الجانبين. فهل من مسعى لعقد قمة قريباً لتقريب وجهات النظر؟
عضو لجنة الحوار الاسلامي المسيحي عباس الحلبي قال لـ”المركزية”: اللجنة تدرس الامر وتسعى للقيام بتحرك في هذا الاتجاه، لكن الظرف العام صعب جدا ولا يسمح بعقد قمة روحية”، لافتاً الى “أننا شهدنا في الفترة الاخيرة دخول رجال الدين وبصورة خاصة رؤساء الطوائف الى مواقف عالية السقف اكان من هذا الفريق او ذاك. ويبدو، بالرغم من ان لدينا كما لدى رؤساء الطوائف ايضا رغبة بتهدئة الخواطر والاجواء ريثما تنفتح قنوات الحوار، لكن الامور ليست ناضجة حتى الساعة، لأن كل طرف أخذ موقفا. فمن جهة هناك مطالبة بالحياد وهو مطلب كبير جدا وأجمع عليه فرقاء كثيرون في لبنان، ومطلب آخر يرفض هذه الفكرة ويطالب بتعديل النظام السياسي في لبنان والغاء الميثاقية والدستور والبحث عن صيغ جديدة”.
واعتبر الحلبي “ان هذه المواقف متعارضة ولا تتيح لأي شخص او جهة ان تقوم بخطوة تسمح للفرقاء الآخرين بملاقاتهم بغية استئناف الحوار حول المواضيع المختلفة، لذلك لا حركة في هذا الاتجاه في الوقت الحالي”، مؤكداً “أنني جسست النبض ورأيت ان من السابق لأوانه الدعوة او تنظيم قمة روحية. اضافة الى ان الوباء لا يسمح باجتماعات من هذا النوع راهناً. اذاً هناك عائقان: الاول صحي بسبب تفشي وباء “كورونا” واخر له علاقة بالمواقف المبدئية التي اطلقها بعض الفرقاء”.
وأكد الحلبي “ان اللجنة تقوم حالياً بالمراقبة حتى تتحيّن فرصة السعي من جديد، بغية تقريب وجهات النظر وايجاد ارضية مشتركة، لكن شرط ان تكون لدى الجميع رغبة في التخلي عن المواقف التي اتخذوها ورفعوا فيها السقف عالياً، بصورة خاصة لجهة تعديل النظام. وهذا يحتاج الى بعض الوقت”.
وختم: “لبنان بلد التسويات والحوار وليس بلد المواقف المتطرفة لأنها تضر الشراكة، كما أننا بالتحدي لا نصل الى نتيجة، إذ لا يمكننا أخذ الناس بالغلبة. اللجنة فعّلت نشاطاتها على أمل ان نصل الى نتيجة ترضي الجميع قريباً”.
mtv