لبنان

شيخ العقل لموقع mtv: مجلس الشيوخ للدروز ونطالب بحقيبة سياديّة… و”لبنان بلا الدروز ما بيمشي”

كتب نادر حجاز في موقع mtv:

تحدّث شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، لموقع mtv،عن الجولة التي قام بها الى بكركي ودار الافتاء والمجلس الشيعي الأعلى، مؤيّدا طرح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الداعي لحياد لبنان. كما شرح موقفه من تشكيل الحكومة الجديدة وتعديل الدستور وإنشاء مجلس الشيوخ.

وإليكم نصّ المقابلة:

– قمتم بجولة لافتة على الرؤساء الروحيين في بكركي ودار الافتاء والمجلس الشيعي الأعلى، هل حملتم أي مبادرة للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد؟

نحن دائماً على تواصل روحياً، وأردنا أن نؤكد هذا التواصل ونتشاور في ظل الأجواء المأزومة في الوطن وقد كانت جولة مفيدة، فالمراجع الروحية رسالتها واحدة بالنسبة للوطن لبنان والسلام والمحبة والتلاقي والعيش الواحد ولبنان الكرامة والعدالة والحرية والميثاقية والثوابت الوطنية، وهذه ثوابت القمم الروحية ولا يعدلوا عنها، وهُم دائماً صمّام أمان ضد الفتن ومع جمع الشمل. فكانت مبادرة شخصية وحاولنا خلال الطروحات إعادة إطلاق أعمال لجنة الحوار المسيحي الإسلامي في مهمة جديدة، لأن وجدنا ان هناك جمود ووُعدنا خيراً حيث يتم البحث بإعادة تجديد همّتها، لأن هذه اللجنة هي التي تعدّ البيان مع المراجع الروحية في كل القمم الروحية وهي التي تتليه، ونقوم بمتابعة هذا الامر.

– بعد القمة الروحية الأخيرة التي استقبلتها دار الطائفة الدرزية، هل من قمة جديدة تعملون على عقدها في ظل الظروف الدقيقة جدا التي وصل إليها لبنان؟

أعتقد أنا هذا الموضوع بحاجة إلى تهيئة للأجواء، ومن هنا بدأنا بتفعيل لجنة الحوار المسيحي الإسلامي، الأمر الذي يساعد في عقد قمة روحية بشكل أفضل.

– نشهد على أجواء مشحونة في البلد، وعندما نتحدث عن إعادة إحياء لجنة الحواء المسيحي الاسلامي هل هذا يعني أنكم متخوّفون على البلد من فتنة لا سمح الله؟

نحن دائماً لدينا أمل بلبنان الواحد والعيش الواحد وان شاء الله لن يحصل هذا الأمر، فلا يزال هناك خيّرين في البلد. ولكن الدولة لا تقوم بكامل واجباتها، ونوجّه تحية للجيش اللبناني وقوى الأمن الذين يبذلون ما يستطيعون من جهود، ولكن من دون حكومة فاعلة هناك وضع غير طبيعي ونصلّي للنجاح بتشكيل حكومة ويصار الى ضبط الأمن ومعالجة الوضع الإقتصادي.

– طرح البطريرك الراعي مشروع حياد لبنان، فهل أنتم مع هذا الطرح؟ وكيف السبيل إليه؟

موضوع النأي بالنفس تضمنه العديد من البيانات الوزارية للحكومات، والحياد الايجابي قام به سابقاً ثلاثة من الكبار في منتصف القرن الماضي هم رئيس الوزراء الهندي جواهر لآل نهرو والرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس اليوغوسلافي تيتو وغيرهم، وكان الهدف منه الحياد بين الشرق والغرب، فمن حيث المضمون كل شخص في لبنان من أي طائفة كانت يريد العيش الكريم والراحة والاطمئنان والدولة والسلام ولا أحد يرفض هذا الأمر، ولكن طرح الحياد على الصعيد القانوني والدولي يحتاج الى توافق داخلي والى مباركة دولية، واما العنصر الثالث فهو وجود أراضٍ لبنانية محتلة ويجب تحريرها، ولكن كفكرة تهدف لخير الوطن والسلام له لا يمكننا إلا أن نكون الى جانب البطريرك الراعي فيها.

– يكثر الحديث في الفترة الأخيرة عن أعراف جديدة وعن طروحات تضرب اتفاق الطائف ومندرجاته ولا سيما طرح المثالثة، فما هو موقفكم وانتم تمثلون طائفة مؤسسة للكيان اللبناني؟

زارني السفير الإيراني وسألته عن رأيه بتغيير اتفاق الطائف، فكان جوابه ان هذا الأمر هو مسار طويل ولننتبه اليوم في لبنان الى لقمة الخبز والوضع الاقتصادي، فاتفاق الطائف ليس منزلاً ولا الدستور، ولكن أي تعديل يحتاج الى جو مناسب وطرحه يكون في جو هادئ وبحريّة وراحة، وأما الوضع اليوم غير مناسب لطرح أمور معقدة تزيد المعاناة في لبنان.

– ولكن إذا ما طُرحت المثالثة ما يكون موقف شيخ العقل؟

هناك مثل معروف في الجبل وهو ان للـ”سيبة” ثلاث أرجل ولكن من دون القُرص لا يمكن ان تستقيم، و”لبنان بلا الدروز ما بيمشي”.

– عاد البحث الأسبوع الماضي في اللجان لنيابية المشتركة بموضوع إنشاء مجلس الشيوخ، وبكل صراحة هل تطالبون بهذا المجلس ليكون من حصّة الطائفة الدرزية؟

مَن طالب بمجلس الشيوخ هو وليد بيك جنبلاط والأمير مجيد ارسلان وشيخ العقل محمد أبو شقرا أثناء الزمن الصعب في مطلع الثمانينات، وقاموا بإعداد مذكرة من أجل السلام في لبنان والخروج من الأزمة، وقد تضمنت إنشاء مجلس شيوخ تتثمل فيه العائلات الروحية وبالتالي يكون باباً للخروج من الازمة الطائفية الموجودة، فنحن مَن طرح مجلس الشيوخ وما كنّا لنوافق على اتفاق الطائف لو لم يكن هناك وعدٌ للطائفة الدرزية بمجلس الشيوخ، والطائفة الدرزية مؤسسة للكيان اللبناني وهناك أصحاب وفاء في لبنان، وأصحاب الوفاء يعرفون أن رئاسة مجلس الشيوخ هي للطائفة الدرزية.

– في حال قيام مجلس الشيوخ، هل يمكن ان تقوموا بتسهيل قيام الدولة المدنية في لبنان كرؤساء روحيين، خاصة وان دائما هناك لوم بأن رجال الدين هم من يمنعون هذا الامر، فهل يكون مجلس الشيوخ هو المدخل لذلك؟

هذا الأمر بحاجة الى تشاور حوله بين الرؤساء الروحيين، ولا نريد أن نستبق الأمور.

– جاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وقدّم مبادرة للخروج من الأزمة، وأخيراً عاد الرئيس سعد الحريري وطرح نفسه مرشحاً لرئاسة الحكومة، برأيكم أي حكومة يحتاج لبنان في هذه الظروف؟

أدعو كل السياسيين الى العمل على إعادة الثقة، وبالثقة تعالج كال التفاصيل. وقيل إن ماكرون طالب بحكومة اختصاصيين، ولكن أعتقد أن المقصود أن تترك القضايا الخلافية الكبيرة جانبا ومعالجة أمور الناس وهذا المطلوب. لذلك المطلوب نوايا صادقة للتخفيف من الأزمة التي وقع بها الشعب اللبناني.

– طالب وليد جنبلاط بكل صراحة بحصول الدروز على حقيبة سيادية في الحكومة المقبلة، فهل تشاركه في هذا المطلب؟

صحيح أنه في الماضي كانت وزارة الدفاع من حصّتنا كدروز أو وزارة الداخلية، ولكن وزارة الصحة أيضاً أو وزارة الأشغال هي وزارات خدماتية، مع الأسف انه جرى تسمية وزارات سيادية في الفترة الأخيرة، لا أعرف لماذا، وأصبحت هذه الوزارات السيادية مخصصة لجهات معينة، مع أن هذا الأمر غير دستوري، وطبعاً نحن نشارك وليد بيك لأن هناك حقوق لهذه الطائفة المؤسّسة للكيان اللبناني وطبعاً نحن نطالب بهذا الأمر.

– بعد المصالحة الأخيرة التي شهدتها الطائفة الدرزية بين جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان، هل أنتم مرتاحون لوضع الطائفة الدرزية وموقعها على المستوى الوطني؟

نحن طبعاً من خلال المصالحة التي حصلت ومن خلال عمل المجلس المذهبي لا نفرّق في الطائفة بين أي فردٍ وآخر وهذا هو الجو العام الموجود في الجبل، وهذا الوفاق ينعكس خيراً على الطائفة. وعلى المستوى الوطني هناك حقوق لهذه الطائفة لا يمكن ان نتنازل عنها.

ونحن كطائفة درزية لا غنى لنا عن هذا الوطن ولا غنى لنا عن المؤسسات والدولة، فنحن حتى جامعة لنا كطائفة لم ننشىء، فلا جامعة لنا الا الجامعة اللبنانية، ونحن لا نتصرّف الا على أساس وطني وعلى أساس حسن المعاملة، ففي التوحيد أدب الدين قبل الدين وحسن المعاملة شرط أساسي لدينا في الاخاء والتعامل، ولا أدري لماذا لا يزال هناك من بين شركائنا في الوطن مَن يجهلون صحة ما نريده لهذا الوطن وما نتصرّف على أساسه.

– يعاني الشعب اللبناني أزمة اقتصادية ومالية خانقة بدأت تؤدي الى نسب مرتفعة جدا في البطالة والفقر والتسرب المدرسي وما يمكن ان تخلقه من فوضى اجتماعية وارتفاع معدل الجريمة، من موقعكم ماذا تفعلون للمواجهة؟

الموارد الأساسية للمجلس المذهبي هي الأوقاف، وكنا نطمح لتطوير أكثر بكثير لكن المرحلة التأسيسية استغرقت وقتاً وللأسف بعض العقول الصعبة المراس حاول تأخيرنا، لكن على قدر امكاناتنا كما ان هناك مجموعة قليلة خيّرة من أبناء الطائفة يقدّمون الدعم ويكونون الى جانبنا دائماً. فنحن نقوم بتقديم مساعدات مدرسية ومساعدات استشفائية وصحية للمرضى المضمونين على حساب وزارة الصحة العامة حيث نقوم بتغطية فرق الوزارة في المستشفيات ضمن سقف معين، فخلال السنتين الماضيتين نقوم بالتركيز على الخدمات الصحية حيث قدّمنا حوالى 4000 مساعدة العام الماضي، كما نقوم بتخصيص مرضى السرطان والأمراض المزمنة بحصص أكبر وقمنا بالتعاون مع مؤسسة فرح بتوزيع مساعدات غذائية على قدر الإمكان، فأولوية المجلس اليوم هي المساعدات الاجتماعية.

– ما المطلوب من الناس لكي تتمكن من الصمود؟

الامر ليس سهلاً في ظل البحبوحة التي عاش فيها البلد والراحة التي كانت موجودة إضافة الى متطلبات الحياة اليوم والضغط المالي، فالمطلوب الكثير من القناعة والصبر، وفي الجبل لا بد من العودة الى الأرض.

– كورونا باتت واقعا يوميا علينا التعايش معه، الا ان فئات اجتماعية واسعة لا تزال تستخف بهذا الفيروس ولا تلتزم الاجراءات الوقائية، أي رسالة لكم في هذا المجال وماذا تقول لهؤلاء من موقعكم كمسؤول روحي وكمرجع وطني؟

قمت بإصدار أكثر من بيان توعوي وتحذيري، ونحن لدينا عتب على من يخالف أكثر من قاعدة في التوحيد، ومنها “اعقل وتوكّل” و”درهم وقاية خير من قنطار علاج”، وسنستمر في إطلاق التوجيهات ونشدد على الوعي.

– ما تعليقكم على الأحداث الأخيرة التي شهدها جبل العرب، وهل تخشون على الجبل من المستقبل السوري الغامض؟

المشايخ وأهلنا في الجبل هم أدرى بأمورهم، وأعتقد ان الجبل الذي أخرج سلطان باشا الأطرش وأمثاله لا يمكن إلا ان يبقى في الاطار العربي والوحدوي، وندعو دائماً للانتباه من الفتن والحفاظ على التآخي بين مكونات الشعب السوري لا سيما بين جبل العرب وجيرانه. ونحن لدينا قاعدة بأن “لا نتعدّى ولا نقبل أن يتعدّى علينا أحد”، وإذا طبّقوا هذه القاعدة يكون التوفيق حليفهم.

– تشهد المنطقة تحوّلات كبرى في ظل صفقة القرن، فهل من كلمة للقضية الفلسطينية ولعرب 48؟

القضية الفلسطينية حملتها الطائفة الدرزية واستشهد من أجلها شهداء في مقدمتهم كمال جنبلاط، وأهم من كل شيء في هذه المرحلة هو التوافق الفلسطيني الفلسطيني وهذا أساس لتوقيف الهجمة الاسرائيلية على الأراضي العربية.

وقد حصل تواصل مع مجموعة من العرب الدروز الأحرار الذين قاوموا التجنيد الاسرائيلي، وعلى دروز فلسطين الصمود رغم الغطرسة الاسرائيلية التي تحصل.

mtv

مقالات ذات صلة