اخبار بارزةلبنان

بين إيران وسوريا.. أزمة شح الوقود في لبنان إلى الحل؟

من المتوقع أن تصل أول سفينتين إيرانيتين محملتين بالنفط للبنان مساء اليوم الثلاثاء إلى قناة السويس، علما ان استيراد الوقود الإيراني اثار نقاشا حاداً في لبنان الذي يعاني من نقص كبير في الوقود نتيجة الأزمة المالية التي يرزح تحتها منذ سنتين.

وبحسب صحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية، أكد سمير مدني، كبير المحللين في موقع” تانكر تراكرز “لتتبع السفن، أن الموقع تمكن من التعرف على ناقلتين ايرانيتين محملتين بالوقود إلى لبنان، الأولى محملة بالوقود لتوليد الكهرباء أما الثانية فمحمّلة بمادة البنزين.
وتابع مدني قائلاً: “من المتوقع أن تصل أول سفينة مساء الثلاثاء إلى قناة السويس، وفور مغادرتها القناة، ستحتاج إلى 36 ساعة إضافية للوصول إلى ميناء بانياس في سوريا، إن كانت هذه وجهتها”.
وكشف مدني” أن نظام التتبع الآلي للسفينة، أو AIS، متوقف حالياً عن قصد، وهو تكتيك شائع تعتمده السفن التي تنقل البضائع الخاضعة للعقوبات. ولكن من خلال تحليل لصور الأقمار الصناعية، توصل الموقع إلى استنتاج مفاده أن أول سفينة متواجدة في البحر الأحمر”.
وسيتعين على الناقلة، فور دخولها قناة السويس، تشغيل نظام التتبع الآلي وبذلك يصبح متاحا للجمهور الوصول إلى بياناتها. ويخطط موقع “تانكر تراكرز ” لنقل البيانات فور حصوله عليها، بما في ذلك اسم الناقلة وكمية الوقود التي تحملها.
وحذر مدني “من أن نقل الوقود بالشاحنات من سوريا إلى لبنان هو عملية طويلة ومرهقة، قائلاً: “لنفترض أن الناقلة محملة بنصف مليون برميل، مما يعني أنه سيتعين على 2630 شاحنة عبور الحدود التي تديرها السلطات الأمنية اللبنانية، مما سيضع لبنان في موقف سيء في ما يتعلق بالعقوبات الأميركية”.
ومن جهته، قال بشار الحلبي، محلل جيو-سياسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في شركة “كليبر داتا” للبيانات، “سيصبح كل من الأمن العام اللبناني والجمارك عرضة للعقوبات إن مرت هذه الشحنات عبر معابر قانونية تحت إدارتيهما”.
وتابع الحلبي، لذلك “من الأفضل لحزب الله أن يستخدم معابره غير الشرعية لتهريب الوقود، لكن هذه المرة من سوريا إلى لبنان”.
وردت الولايات المتحدة على قرار حزب الله من خلال تسهيل عملية استجرار الغاز المصري من الأردن عبر

سوريا.
ونتيجة لهذه المبادرة، أرسل لبنان الأسبوع المنصرم أول وفد دبلوماسي إلى سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل 10 سنوات. وخلال الاجتماع، أكد مسؤول سوري أن دمشق “مستعدة لمساعدة”لبنان في تجاوز أزمة الطاقة.
وأكد مهند حاج علي، باحث في مركز كارنيغي بيروت، لموقع “ميدل ايست أي” البريطاني” يبدو أن الولايات المتحدة تحاول الحد من تعاملها مع الحكومة السورية”.
وأضاف قائلاً: “من المرجح أن تصدر الولايات المتحدة إعفاءً من العقوبات كما فعلت مع بعض شحنات الوقود الإيرانية في السابق. لا أظن أنها ستعمل مباشرة مع دمشق.”
ويبدو أن العديد من حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط يتوقون إلى اغتنام الفرصة لإعادة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الحضن الإقليمي.
وتتفاوض واشنطن مع البنك الدولي لتمويل كلفة استجرار الغاز المصري، إلا أنه هناك العديد من التحديات اللوجستية أمامها، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز. فمثلاً، لا بد من إعادة تأهيل خط الأنابيب والشبكة الكهربائية بعد مرور سنوات من الإهمال.
أما بالنسبة لإيران، فرأت في الخطة الأميركية فرصة وتحد. فبعد عقد من العزلة، عادت حليفتها أخيراً إلى الحضن الإقليمي علما ان الخطة ستسهل على سوريا تأمين مصدر جديد لاستجرار الإيرادات.

lebanon24

مقالات ذات صلة