“ليبانون ديبايت”
سَقطت هيْبة الدولة عند إقدام “الزعران” وباتَ المواطن المُسالم هدفاً مشروعاً لهؤلاء بطعنة و”بوكس” مِن هنا أو تحطيم مزار ديني من هناك ليَنتهي الأمر بـ “تبويس اللحى”، لكن من يُؤمن بالدولة لن يتنازل عن حقّه بسهولة ولو كان الضغط من أعلى المرجعيّات السياسيّة والدينيّة وحتى الأمنيّة.
ما حَصل نهاية الأسبوع وهدَّد السلم الأهلي في منطقة الجنوب بين قَريتيْن مُختلفتيْن مذهبيّاً ومتقاربتيْن وطنيّاً، لا يجوز أن يمرّ مرور الكرام ويَظهر كأنه جزء من مسرحية “أكشن” فماذا يعني أنّ “الزعران” الذين هدّدوا السلم الأهلي وهم 5 أشخاص من بلدة عنقون سلموا أنفسهم يوم الأثنين ليَخرجوا بعدساعات وعفا الله عن ما مّضى؟ أين الحقّ العام ؟ أين القضاء ممّا جرى؟ لماذا لم تتمّ محاسبتهم بدل حفلة “التبويس”؟
هذه جريمة كبيرة بحقّ الوطن لأن مَن لا ينال عِقابه على جريمة إقترفها سيُكرّرها ويَعتدي على الوطن قبل اعتدائه على الناس.
ومن هذا الباب يرفض الطبيب “ه .ح.” التنازل عن حقّه قي مقاضاة المُعتدين عليه وطعنه بالسكين وقطع أوتار يَده، هل يَقبل أن يَتنازل عن حقّ مستقبله كطبيب من أجل “حفنة من الزعران” تَحميهم مرجعية سياسيّة تكاتلت مع المرجعيّات الدينيّة لـ “طمس” الجريمة.
هذه المرجعيّات هي بالأساس من دفع الناس للإقتتال من سياسيّة التجويع إلى الإحتكار الذي كان السبب الرئيسي في إندلاع الإشكال بين القريتيْن.