اخبار بارزةلبنان

باسيل “رابح” مع استفحال الازمات، لكن التعديلات الدستورية بعيدة المنال

يأخذ تشكيل الحكومة الطابع السوريالي في ظل تجاوز حالة الانفصام الكلي عند بعض الأطراف كل التقديرات، خصوصا في ظل مؤشرات مقلقة حيال الوضع الأمني جراء الاشتباكات المتفرقة من أقصى الشمال الى الجنوب.

يدور السؤال حيال مصلحة عهد الرئيس عون و تياره السياسي بتفويت الفرص منذ عامين على الاقل من تاريخ انفجار الشارع في تشرين الاول 2019 و حتى اليوم ، فضلا عن العجز أو التردد في تأمين التفاف وطني جامع بهدف لجم الانهيار والوصول الى مستوى الحضيض ودفع لبنان نحو الانفجار الكبير.

كذلك الأمر في موضوع تشكيل الحكومة، فبعد انقضاء 9 أشهر من تكليف الرئيس الحريري وبلوغ الشهر من تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، لا تزال الأمور عالقة عند معضلة التوزيع والحصص وتحديدا في المقاعد المسيحية ، وبالتالي اية مكاسب سيجنيها عون من انقضاء عهده على هذا النحو التدهور، ثم ماذا عن مستقبل التيار بعدما بات مؤكدا بأن الفراغ الرئاسي بات محسوبا والانتخابات النيابية يجري تطييرها سرا؟

العهد و” التيار” يريدان الامساك بناصية القرار.. والضحية شعب لبنان العظيم
باسيل في حكومة العهد الأخيرة يحكم او لا يحكم؟

وفق أجواء” التيار “، يتصرف النائب جبران باسيل على قاعدة “رابح رابح” رغم كل ما يحصل وما قد يتفاقم من أزمات سياسية، وان استطاع تكريس الثلث في الحكومة العتيدة، لو بشكل موارب، ضمن مستقبله السياسي عبر شراكة غير منقوصة في قرارات حكومة مرشحة للبقاء وإدارة الفراغ الرئاسي. اما إن استعصت المهمة فلا بأس من تحميل النظام السياسي وزر الفشل والذهاب إلى نفضة كاملة تتضمن تعديلات دستورية.

على أن حسابات حقل فريق عون قد لا تطابق بيدر لبنان الخاوي من حبة قمح ، ذلك أن حجم الارتطام الكبير قد لا يبقي سلطة ولا حكما و لا دولة، مع مؤشرات على هجرة المواطنين صوب الخارج قد تكون نسبتها الأعلى في تاريخ لبنان، فضلا عن جوع الناس وغضبهم و كفرهم.

إزاء ذلك ، يؤكد سياسي عريق شارك في مؤتمر الطائف على استحالة إجراء تعديلات دستورية في النظام اللبناني في ظل انعدام مظلة إقليمية ودولية، خصوصا وان الغرب والشرق يقفان مصدومين امام استهتار الطبقة السياسية في تشكيل الحكومة.
ويختم السياسي المذكور بأن ضمان المستقبل السياسي لا يكمن في استغلال الازمات مطلقا، بل بالقدرة على إيجاد حلول، وهي معادلة غير متوافرة راهنا في ظل ترتيب الأولويات، وفق منطق الأنانية والمصالح الضيقة.

lebanon24

مقالات ذات صلة