اخبار بارزةلبنان

هل فشل نموذج “التعايش”؟

كتب المحامي جميل مراد في موقع mtv:

لا أكتب متأثرا بما يجري حاليا بين بلدتي مغدوشة وعنقون، ولا بغيرها من الأحداث التي وقعت أخيراً بين بلدات في نواح مختلفة من هذا الـ ” لبنان الكبير”، بل أكتب متأثرا بتجارب تاريخية بعضها عشتها شخصيا ولي جذور جنوبية وإمتدادات “جبلية” وبعضها الأخر رواها لي من عاشها من باب الندم والحرقة.

فلبنان هذا مبني على ما يسمى “تعايش الطوائف” في الحياة اليومية وفي الحياة السياسية، فإن تعايشت نجح النموذج وإن تفرّقت فشل هذا النموذج، وتاريخه على مدى 100 سنة فشل أكثر من نجاح.

ولعل أكثر من يدفع ثمن هذا “الفشل” هم أهل القرى المختلطة و، أو المتداخلة. فتاريخهم تهجير ودماء وخسائر مادية من منازل وأراضٍ إضطروا مرغمين إن إلى بيعها بالرخيص او إلى إعادة بنائها. فمن عاد منهم (وهم قلّة) لم تستطع السنون أن تمحي من ذاكرته ما عاشه هو أو أهله فيلاقيه في كل حي أو زاوية ليذكّره بأن وجوده هنا يبقى مؤقتا فلا أحد يعرف متى يغادر ولا حتى كيف يغادر، فلا المصالحات ولا اللقاءات ولا التطمينات نجحت في محو هذه الذاكرة الأليمة ولا في زرع الطمأنينة في نفوس العائدين فتعود الأحداث المتفرقة وإن كانت بعيدة لتطرح في ذهنهم السؤال الكبير: متى دورنا؟! والذين لم يعودوا فتبقى قراهم مجرد ذكرى ومرورهم فيها مرور الزائر الغريب حتى عن ملكه السابق القائم أمامه و، أو المهدّم.

ما تقدم حقيقة وليس سرداً. ما تقدم يحتم على قيادات هذا الـ “لبنان الكبير” السياسية والروحية الجلوس للتفكير “كيف نكمل” فالواضح أننا لن نستطيع أن نكمل كما نحن عليه اليوم، وهذا التفكير يحتاج إلى جرأة طرح الأسئلة المصيرية والإجابة عليها بجرأة وصدق.

فكفانا تكاذباً وتحابباً مصطنعين. علينا في زمن “السلم هذا” أن نغلب لغة العقل لإيجاد صيغ بديلة تكفل إستمرارنا كشعوب سويا في هذا الكيان أو تؤمن خروجنا سويا منه لما فيه مصلحتنا جميعا، وحبذا لو نفعل ذلك اليوم قبل أن تداهمنا “الشدة” فتدفعنا مرغمين إلى قبول ما يفرضه الأخرون علينا

Mtv

مقالات ذات صلة