حكومة في غضون أيام وإلا… السيناريو الأسوأ
لم يبصر اللقاء الجديد بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي النور بعدما كان متوقعا ، وعوضًا عن ذلك، أطل الرئيس ميقاتي في لقاء تلفزيوني مؤكدًا أن “الاعتذار ليس على مفكرتي وغير وارد في ذهني والبلد يحتاج إلى حكومة للإنقاذ”، قائلًا: “لا زلت أتعاطى بإيجابية” ولافتًا في الوقت نفسه إلى أن “مهلة التأليف غير مفتوحة والوقت بات يضيق”.
جاء كلام ميقاتي إذًا ليؤكد المؤكد: إصراره على التعاطي بإيجابية ومحاولته تذليل العقبات، معترفًا أنه “في كل اجتماع مع رئيس الجمهورية نبدأ وكأننا في المربع الأول لكنني لا أقول كل شيء على الإعلام كي لا أنشر الإحباط”، وكأن هذه الجملة كانت “بحصة وبقها”.
مصادر نيابية متابعة للملف الحكومي من “فريق الرابع عشر من آذار سابقا” أكدت لـ”لبنان 24″ أن “زيارة أول من أمس للقصر الجمهوري لم تكن إيجابية بدليل تصريح الرئيس ميقاتي بإيجاز قائلًا “انشالله خير””، لافتًا إلى أنه” لا تزال هناك خلافات ومراوحة”.
وقال: المؤسف أن البلاد في وضع كارثي على المستويات كافة فمرضى السرطان لا دواء لديهم فيما الطبقة السياسية تتنازع على الحصص” مشيرًا إلى أنه “في الوقت الذي يعاني فيه اللبنانيون من كارثة، تشعر الطبقة السياسية أن لديها رفاهية المماطلة في تشكيل الحكومة”.
وأكدت المصادر أن “مسألة التأليف دخلت في مرحلة التنجيم”، منتقدة حزب الله لأنه وفق رأيها “لا يضغط بشكل كاف على رئيس الجمهورية من أجل ولادة الحكومة”، ومبدية خشيتها من أن يكون هناك “برنامج آخر غير التنازع على الحصص وهو السقوط المدوي في فراغ أكبر وصولًا إلى تحقيق نوع من طاولة حوار جديدة أو مؤتمر تأسيسي لإعادة اقتسام السلطة حسب موازين قوى مناسبة لمحور الممانعة”.
ولفتت المصادر إلى “أننا وصلنا لمرحلة خطيرة فالمؤشرات تدل على أنه إذا لم تتشكل الحكومة خلال أيام قليلة فهناك سيناريو للفوضى والقضاء على اتفاق الطائف بعد ضرب جزء أساسي منه في اتفاق الدوحة”.
وفي الوقت الذي يتحدث فيه كثيرون عن ضبابية في مسألة التشكيل، أكدت مصادر أخرى لـ”لبنان 24″ أن ما هو واضح والنقطة الأساسية في تأخر خروج الدخان الأبيض من القصر الجمهوري تكمن في أن “عون يريد 10 وزراء مسيحيين وأكثر ما في الأمر أنه يقول أنه يريد 10 وزراء ليستحصل على 9 وبالتالي على الثلث المعطل”، لافتًا إلى أن “ميقاتي لا يستطيع أن يقبل بهذا الأمر وكل ما يتم الحديث عنه عن الحقائب لا قيمة له في ظل إصرار عون على عدد الوزراء”.
وذكرت المصادر بفترة تولي الرئيس سعد الحريري عملية التأليف، مؤكدة أن نفس السيناريو الذي حصل مع الحريري يحصل الآن مع الرئيس ميقاتي، فهل الاعتذار قريب؟
إجابة على هذا السؤال، لا تعتقد المصادر أن الاستقالة ستكون قريبة الآن “لأن الوقت ليس مناسبًا للاعتذار والتفتيش عن شخص آخر يتولى عملية التأليف”، كما أن “ميقاتي سوف يترك مجالًا لكل المشاورات التي تحصل لكي لا يترك فرصة لتحميله مسؤولية التعطيل ،فهو يفضل أن يترك هذا المجال للمشاورات خصوصًا مع تدخل الفرنسيين” الذي لا تعتقد أنه سيكون له جدوى مع الرئيس عون في ظل إصراره على مطالبه.
lebanon24