لبنان

“حزب العهد” حدد اتجاهه.. فهل يبقى الرئيس وحيدا؟

من الواضح ان “التيار الوطني الحر” اتخذ خيار التموضع ضمن خطاب المعارضة، والاعتراض على معظم جوانب السلطة السياسية والمالية، خصوصا انه، وبحسب مطلعين من داخل التيار ، يجد فائدة على الصعيد الشعبي، وان كانت متفاوته، من خطابه السياسي والاعلامي المتدرج منذ سنة حتى اليوم.
تقول مصادر مطلعة ان التيار سيتدرج في اظهار معارضته وتمايزه حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة ولا شيء يمنع مثلا ان تصل الامور الى حد الاستقالة من المجلس النيابي، ولعل الاعلان المتكرر عن عدم الرغبة في المشاركة في الحكومة، يأتي في هذا السياق.

وترى المصادر ان “التيار” لا يرغب ان يتقيد في خطابه السياسي، لذلك فهو سيبتعد قدر الامكان عن كونه “حزب العهد” اقله اعلاميا، اذ ان ترك الرئيس ميشال عون وحيدا داخل الحكومة، ولو بالشكل، يوحي بأن التيار بحاجة الى هامش اوسع من القدرة على مخاطبة الرأي العام اللبناني والمسيحي.
وتعتقد المصادر ان التيار ملتزم بالدفاع عن الرئيس ميشال عون ومواقفه العامة، او تلك المرتبطة مثلا بالتدقيق الجنائي، لكنه لن يكون ملتزما وملزماً على سبيل المثال، بالاتفاق الذي حصل في قصر بعبدا بين الرئيس عون وبين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حول الرفع الجزئي للدعم عن المحروقات، لذلك فإن معارضة التيار لسلامة ورفع الصوت ضد رفع الدعم سيستمران في المرحلة المقبلة.

لكن، وبالرغم من هذه السياسة الانتخابية، والتي قد تحقق اهدافاً آنية، او تعيد ترميم جزء من البنية الشعبية للتيار في مناطقه، غير ان تشكيل الحكومة ومشاركة الرئيس ميشال عون فيها بعدد من الوزراء، سيربك التيار، وسيعيد تكبيل خطابه السياسي.

وتعتقد المصادر ان التيار وبالرغم من انه سيستمر بمعارضة الحكومة علنيا في حال تشكيلها، غير انه سيكون ملزماً بالتسهيل لها في السياسة وفي مجلس النواب، إلتزاما بنظرية “توقيعك ثقة” التي رفعها العونيون سابقاً دعما وتأييدا لمواقف الرئيس ميشال عون من حكومة حسان دياب.

من هنا يبرز السؤال الاساسي، هل يؤثر الاتجاه السياسي والاعلامي للتيار على تشكيل الحكومة؟ تشير المصادر الى ان للعهد مصلحة في التشكيل كما للتيار مصلحة في الخطاب الشعبوي، وبالتالي فإن هذه لن تؤثر على تلك، فمحاولة منع الانهيار الكامل ستكون مفيدة للتيار انتخابيا، خصوصا ان انتهاء عهد الرئيس عون من دون حكومة قد يجعل كرة النار بين يديه وسيتحمل امام الرأي العام مسؤولية التعطيل.

وتلفت المصادر الى ان فشل التشكيل سيكون مرتبطاً بحسابات عون وحده، وليس برغبة التيار، وكما ان لاستمرار الفراغ فوائد سياسية للتيار، له سلبيات قد لا تحصى ايضاً، من هنا قد يكون الحراك السياسي للتيار منفصلا بشكل نسبي عن توجهات العهد، اقله حتى الانتخابات المقبلة.
lebanon24

مقالات ذات صلة