مواجهة من نوع آخر تلوح في الأفق.. لبنان مهدد
تعتبر الحرائق التي ضربت منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، واحدة من أكثر الحرائق خطورة وامتداداً، حيث أعلنت غالبية الدول عدم قدرتها على السيطرة عليها، بعد أن سجل شهر تموز أعلى درجات حرارة على الاطلاق، حول العالم بحسب ما كشفت وكالة المناخ الأميركية.
وحصد لبنان حصة وازنة من الحرائق، لا سيما في منطقة عكار، التي تحولت بلحظات الى كرة نار مشتعلة قضت على الأخضر واليابس على حدّ سواء، وسط عجز رسمي واضح واتكال على المبادرات الفردية والجهود الشخصية في اطفاء الحريق.
وعلى الرغم من أن شهر آب لم يسجل معدل حرائق عالية، الاّ ان منسوب الحرائق عادة ما يرتفع ما بين شهري أيلول وتشرين الثاني، ان لعودة معدلات الحرارة الى الارتفاع وترافقها مع رياح قوية، وهذا ما جرى منذ أعوام في منطقة الدامور، أو بسبب الحاجة الى الحطب للتدفئة في فصل الشتاء.
وفي هذا الاطار، أكد رئيس “جمعية الأرض لبنان” بول أبي راشد أن العالم اليوم أجمع أمام تغير مناخي كبير يؤثر على الحياة البيئية، وبالتالي على لبنان أن يكون جاهزاً لمواجهة هذا الأمر والمحافظة على كل شجرة ، ومن الضروري ان نكون مستعدين لمواجهة أي نوع من الحرائق والكوارث البيئية التي تضرب لبنان”.
ولفت ابي راشد في حديث لـ”لبنان 24″ الى “ان موضوع الحرائق متشعب جداً، اذ هناك الكثير من الأمور التي يمكن تؤدي الى اندلاعها، لا سيما وانه في كثير من الأحيان، يكون العمل مفتعلاً، ان عن قصد او عن غير قصد”.
واذا أشار الى” ان أحداً حتى الساعة لا يعرف ما اذا كانت الحرائق في السابق مفتعلة أو لا، خصوصاً وان كل الاحتمالات موجودة”، استبعد “أن تكون الأمور طبيعية، نظراً لكثافة النيران، مرجحاً أن يكون الأمر منسق لأهداف واضحة جداً، أن كانت أهداف عقارية أو جرمية أو حتى لتجميع الحطب للتدفئة”.
واذ دعا” الى اعلان حالة طوارئ بيئية، خصوصاً وأننا أمام حرب عالمية هي التغيير المناخي”، لفت الى “ضرورة المحافظة على الحياة البيئية اللبنانية، وعلى كل شجرة، لا سيما وأننا نخسر كل عام مساحات كبيرة من الغابات بسبب الحرائق ومشاريع السدود والبنى والطرقات في ظل غياب أي خطة مقابلة لزيادة المساحات الخضراء، وبالتالي فاننا متجهون نحو التصحّر”.
lebanon24