النائب رولا الطبش تنشر كلمتها: “مسكين بيّ الكلّ”… والحلّ بتشكيل الحكومة
بعدما تم حصر الكلمات بممثل واحد فقط عن كل كتلة نيابية، أثناء جلسة مناقشة رسالة رئيس الجمهورية في مجلس النواب، تنشر النائب رولا الطبش كلمتها. وجاء في نصها:
دولة الرئيس…
الزملاء الأفاضل…
على صدى انفجار عكار وأوجاع المحروقين وحرقة أهالي الضحايا في التليل والمرفأ، ها هي صورة “جهنم” قد اكتملت. نراها كيفما تلفتنا في هذا الوطن، جنوباً، شمالاً وشرقاً وغرباً. ذلّ يحرق اللبناني أمام محطات المحروقات، أمام الأفران، وفي المحلات. ذل في العتمة. ذل في الضوء. ذل كل لحظة ومعه إحساس بالاحتضار. حتى المستشفيات على وشك الموت.
نعم… نحن الآن ممثلو الأمة في “الجمهورية الجهنمية” برعاية عهد “بي الكل” الذي يُسجل له انه ساوى بين “أبنائه”، فأفقرهم كلهم، وحرمهم من الأمل بالغد.
فخامة رئيس “الجمهورية الجهنمية” يخاطبنا برسالة مطلوب منها أن نناقشها وأن نتفهم موقفه وأن نساعده. هذه المرة الثانية التي يفعل ذلك.
طيب شو بدو “بي الكل” القوي؟ ان نكون واجهة لادعائه بأن لا حول ولا قوة له وبأنه مغلوب على أمره؟ الجميع يعرف وهو يعرف أنه متسلّط على الدولة بكل معنى الكلمة. ولولا حروبه الانتقامية ضد دستور الطائف لما كانت الجمهورية وصلت الى هذا الحضيض.
حروبه الانتقامية ضد الدستور، وهو الذي أقسم على احترامه، أوصلتنا الى هذا “الجهنم”. ويبدو أن “الجنرال العنيد” لن يتعب ولن يكل عن حرمان “الرعية” من أي بارقة أمل بخلاص قريب. “مرشد” التيار العوني المتاجر ب”استعادة حقوق المسيحيين” نجح فعلا في حرمان كل اللبنانيين من حقهم بوطن يتسع لأحلام أبنائهم.
في رسالته الأولى جاءنا يشكو الرئيس سعد الحريري لأنه يحتفظ بالتكليف النيابي الشرعي. واليوم جاءنا يشكو حاكم مصرف لبنان رياض سلامه لأنه لا يسمع الكلمة. لا شك أنه موفق بمستشاريه الجهابذة الذين يتقنون التنقيب عن المثالب في الدستور كنهج لعرقلة كل شيء.
نهج سلبي بعقلية العرقلة. شعاره: عرقل عرقل عرقل حتى ييأس الآخرون. ويفاخر بانجازاته! فنقرأ عن إنجازات الكهرباء على ضوء الشمعة. ونقرأ عن إنجازاته بالحكم والإدارة على وقع الخراب وانكسار الدولة.
ثمة حقد واضح في كل الممارسات. مصلحة البلد آخر الهموم. معتاد على الانتصار فوق الدمار… دمار الوطن كله هذه المرة.
دولة الرئيس
زملائي الأفاضل في برلمان “الجمهورية الجهنمية”
جاءنا “بي الكل” يشكو من جديد. مسكين “ما عم يخلوه يشتغل”. لديه أفكار عظيمة لبلد عظيم لكن “ما عم يخلوه يشتغل” على ذوقه. لماذا الحكومة؟ ما دام هو موجود ويفهم بكل شيء، سياسة، اقتصاد، مال، أعمال، زراعة تجارة، بمساعدة مستشارين موهبين بالفتنة؟ لماذا الدستور أساساً؟ ما دامت خيارات “الجنرال العنيد” قاطعة كحد السيف؟ صحيح أن الأولى لو كنا مجتمعين اليوم لنناقش البيان الحكومي. الأولى لو قام فخامته طوال عشرة شهور بواجبه الدستوري الأهم لمنع الفراغ، بإتاحة الفرصة لتشكيل حكومة يبدأ منها أي خلاص من هذا الجهنم. لكن الرئيس الحريري “ما خلاه” يشكل حكومة على ذوقه وعلى أهواء تياره وصهره. والآن يذيق الرئيس ميقاتي نفس مرارة التأليف. ونتمنى صادقين ان تكون سلبية فخامته تجاه الرئاسة الثالثة هي مجرد انعدام كيمياء شخصي وليس موقف تجاه ما تمثله الرئاسة الثالثة وطنيا.
والعشم والمنى لو تصلنا رسالة من “بي الكل” يطلب منا نتفهم أسباب تنحيه لإفساح المجال أمام فرصة أخيرة لإنقاذ البلد والشعب. أعرف أن هذا أشبه بعشم إبليس بالجنة. فالجنرال لن يرتاح قبل الدمار الشامل ونحن شهود وضحايا حربه الأخيرة.
هذا في المضمون أما في الشكل فان رسالة فخامته يمكن الرد عليها ببساطة بالافراج عن الحكومة وتشكيلها في أسرع وقت ممكن، ورفع الدعم واقرار البطاقة التمويلية.
دولة الرئيس
زملائي الأفاضل
لعب فخامة الجنرال بحاضر هذا البلد وبمستقبل أبنائه مراهنا على احتكار كل السلطات وحصرها في شخصه، رئيسا الى الأبد ان استطاع الى ذلك سبيلا والا أمّن انتقال العرش الى “صهر العهد” ولو على أنقاض وطن.
وفي الختام نكرر: الله يكون في عون البلد.