بين سطور تغريدات الحريري: التأليف بعيد…
جاء في “المركزية”:
في وقت متأخر من ليل امس، غرد الرئيس سعد الحريري على “تويتر” ردا على الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من دون ان يسميّه، فقال “استقالتي بعد ١٧ تشرين صناعة لبنانية بامتياز معروفة الاسباب والظروف والأهداف. اما تعطيل ولادة الحكومة لاكثر من سنة فكان بالتأكيد صناعة ايرانية بامتياز”. واضاف “المضحك المبكي ان هناك من يريدنا ان نصدق ان النظام السوري يطالبنا بوقف التهريب لانه يضر بخطته الاقتصادية ولان التهريب حرام والمهرب خائن للامانة.ما علينا. لا فائدة من نبش خزانات الماضي لإسقاط احوال افغانستان على اوضاع لبنان وقرع طبول الرهان على تحولات خارجية. المطلوب حكومة تتصالح مع اللبنانيين والمجتمع الدولي وليس استدراج لبنان الى مزيد من العزلة والاشتباك مع العرب والعالم. ألم يحن الأوان كي نفهم”؟
نصرالله كان اتهم في خطبة عاشورائية الأميركيين بأنهم “من ضغطوا على الرئيس الحريري عقب 17 تشرين، وأجبروه على الاستقالة آنذاك”. وفي معرض شرحه للأزمة الحالية، قال إن “بعض القيادات تجاهل الاحتكار، وركّز على التهريب للتصويب على سوريا واستهداف حلفائها”، مشدداً على “أننا نرفض التهريب، ولا نغطي أحداً، ونعمل على تأمين المازوت للمستشفيات والبلديات”، موضحاً أنه تلقى رسالة من “مستويات عليا في سوريا للمساعدة على منع التهريب لأنه يضر بخططها الاقتصادية”. وشدد على أن “من المهم أن نعرف أن ما يجري هو جزء من حرب وهي جبهة حرب اقتصادية لإخضاع الشعب اللبناني وإخضاع المقاومة”، مضيفا “أميركا تريد لبنان ذليلاً وخاضعاً، وما تريده ممثلتها الشمطاء في لبنان هو الخضوع لإسرائيل وتنفيذ كل ما تريده إدارتها من تعيين المديرين، وصولاً إلى ترسيم الحدود”. واعتبر السيد نصر الله أن “اللعبة بدأت قبيل 17 تشرين 2019، حين طلب الأميركيون من أصدقائهم تهريب الأموال الى الخارج، وقد فعل كثر ذلك، بالإضافة إلى المصارف”. وأشار إلى أن “الأميركيين بدأوا بتمويل المنظمات غير الحكومية، وهذه المجموعات على اتصال مباشر مع السفارة الأميركية في عوكر التي تمدّهم بالأموال”، لافتاً إلى أن “ما يجري اليوم هو حرب حقيقية اقتصادية ومالية، وكل ما يحدث ليس بالصدفة، بل مخطّط له لإيصال الناس والبلد إلى الانهيار”. وأشار السيد نصر الله إلى أن “الأميركي يقوم بالتجويع لكي يتخلى الناس عن الكرامة والسيادة والحقوق الوطنية والأخلاق والدين حتى الكفر بالله”. وختم نصر الله كلمته بتناول التطورات الأخيرة في أفغانستان حيث اعتبر بأن “المشهد هناك كبير جداً، وهو يستحق التأمل نظراً إلى الدلالات الاستراتيجية والسياسية والتاريخية وخاصة شعوب هذه المنطقة”.
بغض النظر عن تخوين الثورة واعتبارها مموّلة اميركيا، على لسان مَن يتلقى ماله وغذاءه وسلاحه من ايران، وبغضّ النظر عن تحويل الجوع الى شكل من اشكال الـ”مقاوَمة”، وقد باتا من ادبيات حزب الله منذ 17 تشرين، وعن رفضه للتهريب فيما يمنع احكام الجيش سيطرته على معابرها لحسابات محوره العسكرية، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ان ما يجدر التوقف عنده هو انتفاضة رئيس المستقبل “النادرة” على حزب الله، ومسارعته الى الرد على امينه العام. فهذا الاشتباك السياسي، وإن كان محدودا في زمانه والمكان، كشف بعدا مجهولا – معلوما، من الازمة السياسية – الحكومية التي يعيشها لبنان منذ اكثر من عام. بيت الوسط، اكتفى على مر الاشهر الماضية، بتحميل العهد مسؤولية العرقلة، وقلّ ان صوّب على دور حزب الله المعطّل ايضا، الا ان ما قاله امس “استقالتي بعد ١٧ تشرين صناعة لبنانية بامتياز معروفة الاسباب والظروف والأهداف. اما تعطيل ولادة الحكومة لاكثر من سنة فكان بالتأكيد صناعة ايرانية بامتياز”، حمل اتهاما مباشرا للضاحية ولراعيتها الاقليمية ايران، بوضع العصي في دواليب الحل، ربما ليس في صورة مباشرة، بل عبر السكوت عن مطالب حليفه البرتقالي الوزارية التعجيزية. وتوقيتُ التغريدة الحريرية، انما يوحي بأن هذه العقبة لا تزال قائمة.. فهل اراد من خلالها الايحاء بأن كثرة الاجتماعات بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، حركة بلا بركة، وبأن كل ما يشاع عن انفراج، غير دقيق، بأن الضوء الاخضر للتشكيل لم يصدر من ايران بعد، في انتظار تبيان مصير المفاوضات بين طهران وواشنطن؟