أيها اللبنانيون: الانترنت لن ينقطع ولكن هذا ما سيحصل بعد 15 يوماً
لا بنزين، لا مازوت، لا غاز، لا خبز، لا دواء، اللبناني يعيش بذل حقيقي، هو لم يكن يتوقع انه في عام 2021 سيكون محروماً من أبسط مقومات العيش الكريمة، هو في “جهنم” ليس بإرادته بل بسبب سوء إدارة طبقة سياسية تعاقبت على مدى عقود وأوصلته إلى أسوأ أزمة في تاريخه
.
مما لاشك فيه ان أزمة المحروقات في لبنان أثرت على كافة القطاعات، وبسبب فقدان المازوت والتقنين الكهربائي القاسي وإطفاء المولدات الخاصة، تراجعت خدمة الانترنت وحتى انقطعت كليا في عدد من المناطق وتعطل عمل الكثير من الخدمات الأمر الذي قد يرتد كارثياً على استمراريتها.
هيئة “أوجيرو” تعاني مثلها مثل كل الشركات والإدارات والمواطنين من التقنين الكهربائي القاسي، ومنذ أيام توقّفت خدماتها في عدد من السنترالات منها في عكار العتيقة، فنيدق، حرار، حيصا، ساحل عكار، العبودية، العريضة، حلبا والقبيات، كما توقفت في سنترال عاليه وصوفر والباروك.
لكن ماذا عن توقف الانترنت في بيروت والمدن الكبرى؟ مدير عام هيئة “أوجيرو” المهندس عماد كريدية أوضح لـ “لبنان 24” ان لا مشكلة انترنت في حال تأمين المازوت، مشيراً إلى ان اوجيرو ستتسلم قريبا المادة من المنشآت النفطية وسيتم توزيعها على كافة السنترالات، ولفت إلى ان سبب التأخر في الحصول على مادة المازوت هو اننا مررنا بعطلة نهاية الأسبوع إضافة إلى ان أمس الإثنين كان يوم عطلة.
وطمأن كريدية انه مبدئياً لا مشكلة انترنت خلال فترة 15 يوماً، كما ان التقنين غير وارد، وحذر من انه في حال لم تحل أزمة المحروقات فان اوجيرو مثلها مثل أي شركة لا يمكنها الاستمرار.
وقال كريدية: “موضوع انقطاع الإنترنت في البلد غير وارد إطلاقاً ومن المستحيل أن تنقطع الشبكة إلا إذا توقّفت كهرباء لبنان كليًّا عن تأمين التيار.
وتابع: “إذا لم يعد هناك محروقات في البلد سيتوقّف كلّ شيء، ونحن في أوجيرو نعمل على أن نكون على جهوزية تامّة لمعالجة أي مشاكل في الشبكة وطالما هناك طاقة فالخدمة لن تتوقّف”.
وأشار كريدية إلى “أنّ الهيئة تحتاج من 57 إلى 100 طن من المازوت يوميا في ظلّ انخفاض ساعات التغذية من جانب مؤسسة كهرباء لبنان، ولفت إلى ان الهيئة تواصلت مع الجيش والقوى الأمنية لمواكبة وحماية الصهاريج التي تحمل مادة المازوت إلى السنترالات في كافة المناطق والحؤول بالتالي من دون توقيفها أو مصادرتها.
وعن إمكانية رفع أسعار الانترنت، أوضح كريدية ان تعديل الأسعار يحتاج إلى قرار يُتخذ في مجلس الوزراء، وبالتالي سننتظر تشكيل حكومة وبعدها لكل حادث حديث
.
هذا بالنسبة لأوجيرو، أما شركات الانترنت الخاصة التي تشتري كميات معيّنة من الداتا من هيئة أوجيرو بالدولار الرسمي أي بـ 1500 ليرة، فبدأت منذ شهر آب الحالي بيعه للناس بسعر صرف 3900 ليرة، وهي تكون بذلك قد رفعت أسعار الانترنت بما يزيد عن الضعف.
علما انه في لبنان يرتكز قطاع الانترنت على نحو 8 شركات خاصة إضافة إلى هيئة أوجيرو.
اللبنانيون ينتظرون بفارغ الصبر حلا لمشكلة المحروقات لأن الكيل طفح ولم يعد بإمكانهم تحمل المزيد من العتمة والذل، وعلى الرغم من ان الفرج ليس قريبا كما يبدو هم يخشون من انقطاع خدمة الانترنت كلياً التي باتت حاجة أساسية بزمن جائحة كورونا خاصة في ما يتعلق بالتعليم عن بُعد ومزاولة العمل من المنزل، فهل يقع المحظور وننقطع كلياً عن العالم؟