قرار رفع الدعم مؤشر لقرب التأليف… ولكن!
كتب عمر الراسي في وكالة “أخبار اليوم”:
تحت وطأة الانهيارات المتتالية، والازمات المتفاقمة والطوابير امام المحطات والافران والصيدليات، تتأرجح الحكومة العتيدة بين هبات من التفاؤل واخرى من التشاؤم، بحيث كل خطوة الى الامام يقابلها شرط جديد يجمّد اي تقدم يمكن البناء عليه…
على اي حال خرج الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعد لقائه امس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موحيا بالايجابية اذ اكتفى بالقول: “إن شاء الله خير وسنتابع الاسبوع المقبل”.
وفي هذا السياق، أشار مصدر متابع الى ان سقفين يحكمان تأليف الحكومة: اولا خلق صدمة ايجابية، والثاني يتعلق بالعمل المباشر على بدء التفاوض مع صندوق النقد ووضع سياسات اصلاحية الامر الذي يمكن لميقاتي المضي به بعدما عجزت حكومة الرئيس حسان دياب من احداث اي تقدم.
ورأى المصدر أن رفع الدعم في هذا التوقيت بالذات يأتي في سياق المزيد من الضغوط من اجل تسريع التأليف، اذ يبدو ان هناك نية جدية للتأليف، وبالتالي بذلك يتم تفادي وضع الحكومة العتيدة امام ضرورة اتخاذ قرار رفع الدعم.
وهنا، شرح المصدر ان رفع الدعم خطوة لا بدّ منها اليوم او غدا، لذلك من الافضل اتخاذها قبل التشكيل، كي لا تضرب دينامية الحكومة الجديدة ويضعها اول قرار في مواجهة مع الناس، وبالتالي من الافضل ان تبقى مواجهة الناس مع القديم وليس مع الجديد.
وردا على سؤال، رأى المصدر ان ميقاتي لن يقبل التكليف لينال اللقب فقط ، بل يسعى الى التأليف وهو استند بذلك على حزب الله الذي فاتحه قبل التكليف طالبا دعمه، وبالتالي هو ذهب بهذا الاتجاه كونه يعتبر ان الفرصة متاحة، ولكن بعد التكليف، استجد امران:
– اصطدم مع العهد الذي لم تكن فقط مشكلته شخصية مع سعد الحريري ويسعى الى ازاحته، بل ايضا لديه سقف عالٍ وشروط.
– حزب الله الذي سمى ميقاتي من اجل توجيه رسالة الى عون، دخل ايضا بعملية الهاء داخلية ادت الى انشغاله بمجموعة محطات بدءا من احداث خلدة مرورا بذكرى 4 آب وصولا الى ما حصل في شويا، وبالتالي كل ذلك بدّل في اولويات الحزب، وتراجع عن الضغط من اجل التأليف، فهو لا يريد ان يخسر الحليف المسيحي، كما انه يسعى للحفاظ على الحالة السُّنية، لذا “يقف في مكان غير فاعل على مستوى التأثير الحكومي”.
في هذا الوقت، اعتبر المصدر ان المفاوضات تحصل على قاعدة واضحة: على الرغم من كل الخسائر التي مُنيَ بها العهد، فانه لن يشكل حكومة ما لم تخدم مصالحه، بمعنى انه يريد حكومة ممسك بقرارها او من الافضل عدم تشكيلها.