احذروا أغنية “هابي بيرث داي” في زمن كورونا.. دراسة توضح
ربما يكون غناء “هابي بيرث داي تو يو” (عيد ميلاد سعيد لك) مفيدًا لتحديد الوقت الذي يجب أن يستغرقه الشخص لغسل يديه بالماء والصابون للتأكد من تنظيفها من الجراثيم أو الفيروسات.
وكانت هناك توصية شهيرة من هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) بتكرار مقطع أغنية “هابي بيرث داي” مرتين أثناء غسل اليدين كمعيار للمدة المثالية التي تضمن التخلص من أكبر عدد ممكن من الجراثيم.
لكن بحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية، حذرت دراسة سويدية جديدة من أن غناء هذا المقطع ينشر قطرات مصابة بفيروس كورونا.
ودرس باحثو الهباء الجوي في جامعة لوند بالسويد كمية الجسيمات المنبعثة عند غناء “هابي بيرث داي”، وتأثير ذلك على انتشار العدوى بمرض كوفيد-19.
فقد استعان الباحثون بعدد 12 مشارك بصحة جيدة للقيام بالغناء، بالإضافة إلى شخصين مصابين بكوفيد-19، من أجل تحديد عدد جزيئات الفيروس التي تنبعث أثناء الغناء مع
وضع أقماع على الفم.
الغناء الجماعي
وتُظهر نتائج الدراسة أن الغناء الصاخب والجماعي مثل “هابي بيرث داي”، ينشر الكثير من القطرات في الهواء المحيط.
في حين، يقول الباحثون إنه يمكن تقليل المخاطر الناجمة عن الغناء إذا كان المغنون يرتدون أقنعة الوجه ويلتزمون بالتباعد البدني داخل أماكن ذات تهوية جيدة.
ووفقًا للباحث الرئيسي في الدراسة الجديدة، بروفيسور جاكوب لوندال، الأستاذ في تكنولوجيا الهباء الجوي، أنه تم وضع قيود مختلفة في الكثير من دول العالم لجعل الغناء أكثر أمانًا، ولكن “لم يكن هناك أي تحقيق علمي يرصد كمية جزيئات الهباء الجوي والقطرات الأكبر التي تخرج من فم الإنسان بالفعل عندما يقوم بالغناء”.
والهباء الجوي عبارة عن جزيئات صغيرة محمولة في الهواء، بعض هذه الجسيمات أكبر من غيرها والأكبر منها تتحرك على مسافة صغيرة فقط من الفم.
من جانبها، قالت دكتور مالين السفيد: إن “بعض القطرات كبيرة جدًا لدرجة أنها لا تتحرك سوى بضعة ديسيمترات من الفم قبل أن تسقط، في حين أن البعض الآخر أصغر وربما يستمر في التحليق لدقائق”.
كما أضافت: “على وجه الخصوص، يصاحب نطق الحروف الساكنة قطرات كبيرة جدًا ويأتي في المقدمة حرفي B وP كأكثر الحروف تسببًا في نثر الهباء الجوي”.
حروف العلة والساكنة
ووفقا لفريق الباحثين، تم تكرار الأغنيات نفسها خلال التجارب مع إزالة الحروف الساكنة، ولم يتبق سوى أحرف العلة. وتم قياس الهباء الجوي والقطرات الأكبر باستخدام مصابيح وكاميرا عالية السرعة وأداة يمكنها قياس الجسيمات متناهية الصغر.
واكتشف الباحثون أنه كلما كانت الأغنية أعلى صوتًا وأكثر قوة، زاد تركيز الهباء الجوي والقطرات.
بدورها، أوضحت دكتور السفيد: أنه تم “أيضًا إجراء قياسات للفيروس في الهواء بالقرب من شخصين مصابين بفيروس كورونا المُستجد أثناء قيامهما بالغناء. وعلى الرغم من أن عينات الهواء الخاصة بالشخصين المريضين لم تحتو على كمية يمكن اكتشافها من الفيروسات، إلا أن الحمل الفيروسي يمكن أن يختلف في أجزاء مختلفة من الشعب الهوائية ومن شخص لآخر.
وقال الباحثون: إنه “بناء على تلك المعطيات، فإن النتائج المستنتجة هي أن الهباء الجوي المتناثر من شخص مصاب بكوفيد-19 ربما ينطوي على خطر الإصابة بالعدوى عند الغناء (الجماعي بصوت عال وقوة)”.
الغناء بشروط
كما يقول الباحثون إنه إذا كان لدينا فهم جيد للمخاطر التي تنطوي عليها عندما تغني مجموعة من الناس معًا، فسيمكن أيضًا أن يتم أداء الغناء بطريقة أكثر أمانًا، إذ يمكن القيام بالغناء ولكن مع مراعاة الالتزام بقواعد التباعد الجسماني والنظافة والتهوية الجيدة، مما يقلل من تركيز جزيئات الهباء الجوي في الهواء. كما يمكن أن يساعد ارتداء الكمامات أثناء الغناء في الحد من انتشار قطرات التي ربما تنقل أي فيروسات معدية.
ويقول بروفيسور لوندال: “عندما كان المغنون يرتدون كمامة وجه، تم التقاط معظم الرذاذ والقطرات وكانت مستويات الهباء الجوي مماثلة لتلك الصادرة أثناء تبادل الحديث العادي”.
واختتم بروفيسور قائلًا: “لا نوصي بالتوقف عن الغناء وإنما نطالب في الوقت الحاضر بأنه يجب أن يتم الغناء في إطار الإجراءات المناسبة للحد من مخاطر انتشار العدوى”.
alarabiya