منوعات

الانفصال والطلاق… كيف يمكن تجاوز الصدمة؟

يمر الإنسان بعد انتهاء علاقة عاطفية أو طلاق بحالة من الحزن وشعور غامر بالفقد والألم، ولا يعرف البعض أن تأثير الطلاق مؤلم إلى حد كبير، ولا يدرك كثيرون أن الحزن المصاحب للانفصال يمر بـ7 مراحل، ولا بد للشخص أن يتعامل مع كل مرحلة بوعي ويمنحها الوقت المطلوب حتى يتخطى آلام الانفصال ويمضي قدما في حياته.

ما حزن الانفصال؟
بعد الانفصال أو الطلاق يصبح الحزن والألم أمرا طبيعيا يصاحب الشخص فترة من حياته تطول أو تقصر وفقا لطبيعة الشخص وما تمثله العلاقة له. ويعتقد البعض أن الانفصال يكون مؤلما تقريبا مثل الموت، ويجدون أنه يصعب التعامل مع ذلك الألم حتى لو كان الانفصال حدث بتفاهم مشترك بين الطرفين، ولا يقلل ذلك حدة الحزن.

ووفقا لموقع “تشوزينغ ثيرابي” (Choosingtherapy) فهناك عدد من الأعراض وردود الأفعال العاطفية والجسدية والعقلية التي تصاحب الانفصال، ومنها:

تفاعلات عاطفية:
أعراض القلق أو الاكتئاب.
مشاعر الرفض والشعور بالخيانة والغضب والغيرة والشعور بالذنب.
تدني احترام الذات.
تقلب المزاج.
تفاعلات جسدية:
الشعور بالخدر والكسل والارتجاف والغثيان.
صعوبات في التنفس.
الأرق وفقدان الشهية والوزن.
متلازمة القلب المنكسر، أي ضعف الاستجابة المناعية وألم القلب أو الصدر.
تفاعلات عقلية:
تزايد الأفكار السلبية.
النسيان.
ضعف الأداء الأكاديمي أو العملي.

لماذا الانفصال مؤلم؟
يمكن أن يكون الانفصال أو الطلاق من أكثر التجارب المجهدة والمؤلمة في الحياة، ومهما كان سبب الانفصال فإن فسخ العلاقة يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص ويثير جميع أنواع المشاعر المؤلمة والمقلقة.

ووفقا لمؤسسة “هيلب غايد” (Helpguide) فإنه حتى عندما تصبح العلاقة غير جيدة، يمكن أن يكون الانفصال مؤلما للغاية لأنه يمثل خسارة، ليس فقط للشراكة بين شخصين، بل أيضا للأحلام والالتزامات المشتركة.

يقود الانفصال أو الطلاق الأشخاص إلى منطقة مجهولة تغير كل شيء، مثل الروتين والمسؤوليات، والبيت والعلاقات مع العائلة والأصدقاء، بل يؤدي الانفصال أيضا إلى عدم اليقين بشأن المستقبل كله.

مراحل الحزن
لا يؤثر الانفصال على الشخص دفعة واحدة، لكنه يستهدفه على مراحل خاصة بعد علاقة طويلة الأمد، وحسب موقع “مايند شيفت ويلنيس سنتر” (Mindshiftwellnesscenter)، فإن هناك 7 مراحل للحزن بعد الانفصال، وكل مرحلة تجلب نصيبا من الحزن والشعور بالذنب ولوم النفس وحسرة القلب. وتلك المراحل هي:

الصدمة
تعد الصدمة أول رد فعل فوري بعد الانفصال مباشرة، ويصبح الشخص غير قادر على التعامل مع أي شيء فترة، ويغرق في الأفكار السلبية حول الوحدة والضعف وعدم الأمان. ويمكن أن تستمر تلك المرحلة أياما أو أسابيع أو شهورا وسنوات.

الإنكار
بعد الصدمة يأتي الإنكار، وهو رد فعل شائع، حيث يرفض الشخص قبول الواقع كأنه لم يحدث فعلا. وخلال تلك المرحلة من الشائع الاتصال بالشخص الآخر أو المطاردة على وسائل التواصل الاجتماعي أو إرسال الرسائل النصية بشكل مفرط لتجنب التعامل مع حسرة القلب.

العزلة
بمجرد الخروج من مرحلة الإنكار يدخل الشخص في مرحلة العزلة، حيث يعيد الشخص عرض ذكريات العلاقة مرارا وتكرارا في رأسه، في محاولة لمعرفة سبب انهيارها. وخلال تلك المرحلة يبقي الشخص في حالة انسحاب وعزلة، ويتجنب التفاعل مع الآخرين، ويتفاعل فقط من خلال ذكرياته.

الغضب
في تلك المرحلة ينتقل الشخص من الكآبة إلى الغضب، وينصب الغضب على الطرف الآخر بسبب مشاركته في الانفصال، أو ربما ينصب الغضب على الشخص تجاه نفسه ولومه لها.

الاكتئاب
بمجرد أن تنتهي مرحلة الغضب يدخل الشخص في حالة اكتئاب، ويدرك في تلك المرحلة حجم خسارته، وقد يقضي أياما عديدة في حالة يأس وحزن عميقة تشبه الاكتئاب الخفيف.

التقلب العاطفي
بعد مرحلة الاكتئاب، من المحتمل أن يمر الشخص بمرحلة التقلب والتذبذب العاطفي، وتتضمن تلك المرحلة مشاعر مختلطة بين الألم العاطفي الشديد والشعور بالذنب والشك في النفس واليأس والشعور بالوحدة، وكذلك الشعور بالحيوية والأمل.

القبول
المرحلة الأخيرة هي مرحلة القبول، وهي المرحلة التي يتصالح فيها الشخص تماما مع الواقع ويقرر المضي قدما في النهاية.

كم من الوقت يستمر الحزن؟
ترتبط فترة الحزن بطبيعة العلاقة، وحسب موقع “ستايل كريز” (Stylecraze) فإذا خرج شخص من علاقة سامة فقد تكون فترة الحزن قليلة نسبيا، حيث تخرج كل مشاعر الحقد والغضب المكبوتة طوال فترة الارتباط وقت الانفصال، ويشعر المرء بالارتياح بعد انتهاء العلاقة.

من ناحية أخرى، تتعلق فترة الحزن بعد الانفصال بالشخص نفسه وميله للحزن وشكل العلاقة ومدتها ومقدار الحب، ومن الممكن أن يحزن شخص 6 أشهر أو عاما أو عامين، وأحيانا قد يفشل في التوقف عن الحزن، وفي حين آخر بمجرد أن يجد الشخص العزاء في شريك آخر تنتهي فترة الحزن.

كيفية تخطي ألم الانفصال
تقدم مؤسسة “هيلب جايد” (Helpguide) عددا من النصائح للتعامل مع الحزن بعد الانفصال وكيفية تخطيه، ومنها:

1- تقبل المشاعر
من الطبيعي أن يشعر الشخص بالحزن والغضب والإرهاق والإحباط والارتباك، وقد تكون تلك المشاعر شديدة. ومن الضروري تقبل تلك المشاعر وإدراك أنها ستقل بمرور الوقت.

2- الحصول على استراحة
من المهم أن يمنح الشخص نفسه فترة للاستراحة من الحزن بأن يحاول ممارسة حياته الطبيعية والذهاب للعمل حتى لو لم يكن قادرا على ممارسة ذلك بالطريقة التي اعتادها، ويستغرق الأمر وقتا للشفاء.

3- المشاركة
يمكن أن تساعد مشاركة المشاعر مع الأصدقاء والعائلة في تجاوز تلك الفترة، ويمكن أن يكون الانضمام إلى مجموعة دعم أمرا صحيا لتبادل الخبرات عبر التحدث إلى الآخرين ومشاركة التجارب المماثلة.

4- السماح بالحزن
من المهم أن يسمح الشخص لنفسه بالحزن على فقدان العلاقة ولا يكبت مشاعره؛ فالحزن ضروري لعملية الشفاء مهما استغرق من وقت، والألم الذي يسببه الحزن هو ما يساعد في التخلي عن العلاقة القديمة والمضي قدما.

5- التذكير بالمستقبل
خلال العلاقة يخلق الشخص العديد من الآمال والأحلام مع الطرف الآخر، وبعد الانفصال يحزن الشخص على فقدان المستقبل الذي تخيله من قبل، ومن الضروري أن يذكر الشخص نفسه بأن هناك دائما مستقبلا في وجود الطرف الآخر أو من دونه، وأن الآمال والأحلام الجديدة ستحل في النهاية محل الأحلام القديمة.

6- التحدث مع متخصص
يعلق البعض في حالة الحزن فترة طويلة، وفي تلك الحالة من الضروري طلب المساعدة من متخصص للمساعدة في تخطي الحزن والمضي قدما.(الجزيرة)

Related Articles