تختلف طريقة سكان بعض البلدان في تحديد التوقيت وقراءة الساعة، ولا يقتصر هذا على أشهر طريقتين لتحديد الوقت، بتقسيم ساعات اليوم الـ 24 إلى 12 ساعة صباحا (AM) و12 ساعة مساء (PM)، أو الطريقة الأخرى بعد الـ 24 ساعة كاملة دون تقسيمها ساعات صباحية ومسائية.
زنجبار.. العد يبدأ من الساعة 6 صباحا
في الطريقة المتبعة عالميا والتي نحدد بها الوقت، يبدأ اليوم من الساعة 12 منتصف الليل، لكن في جزر زنجبار هناك فرق 6 ساعات عن التوقيت العالمي، إذ إن أول ساعات اليوم في التوقيت السواحلي تبدأ الساعة 6 صباحا، وهنا لا نشير إلى فرق التوقيت في منطقة زمنية مختلفة على الخريطة، بل فرق 6 ساعات في بداية اليوم.
فمثلاً؛ حينما تكون الساعة التاسعة صباحا في دول العالم، يقرأها سكان زنجبار أنها الساعة الثالثة صباحا، لأن اليوم بالتوقيت السواحلي بدأ قبل 3 ساعات فقط، وليس قبل 9 ساعات مثل المتعارف عليه.
مقارنة بالتوقيت العالمي الشائع، يبدأ اليوم في زنجبار في ساعات متأخرة تقترب للمساء، كما أشار الموقع السياحي للجزر “وي آر زنزبار” (We Are Zanzibar)، إذ يعد سكان زنجبار وبعض دول شرق أفريقيا مثل كينيا وإثيوبيا 12 ساعة نهارا ومثلها ليلا مثل التوقيت العالمي، لكن اليوم يبدأ في الساعة 6 صباحا بدلا من الساعة 12 منتصف الليل مثل المتبع عالميا، ويطلق على هذه الطريقة في عد الساعات في تنزانيا التي تتبع لها الجزر بـ “التوقيت السواحلي”، ويعرف في إثيوبيا بـ “التوقيت الإثيوبي”.
الأمر المثير للدهشة أن ساعات مواطني الجزر قد تكون ساعات عادية للغاية، ويشير السهم إلى التوقيت العالمي الذي نعرفه جميعا، لكن يحب سكان زنجبار العمليات الحسابية بإضافة 6 ساعات إلى الرقم الذي يظهر على الساعة، لإخبار الساعة بطريقتهم.
تايلند.. 6 ساعات في اليوم مقسمة على 4 مرات
أما في تايلاند، فيعد السكان اليوم من الساعة الواحدة إلى الساعة السادسة فقط لمدة 4 مرات في اليوم، بدلا من الساعة الواحدة إلى الساعة 12 مرتين في اليوم، أو إلى الساعة 24. وهذا يعني أنه لا يوجد الساعة السابعة أو الثامنة، بل يبدأ العد من الساعة الواحدة إلى السادسة من جديد.
ورغم أن هذا التوقيت شائع الاستخدام لكنه غير رسمي، وفي الاستخدام الرسمي تذكر الساعات من الساعة الواحدة إلى الساعة 24، ويبدو أن هذه الطريقة في التقسيم مشتقة من المحاكاة الصوتية لأصوات الجرس أو الطبلة التي كانت تستخدم للحفاظ على الوقت أثناء النهار أو الليل قديما، إذ استخدم الجرس أثناء النهار، والطبل في الليل، كما أشار تقرير على موقع “دوولينغو” المختص باللغات.
روسيا.. التركيز على الساعة التالية
في الثقافة الروسية مثلا يكون التركيز على الساعة التالية وليست الحالية، مثلا عندما تكون الساعة 01.20 فإنك غالبا تقول الساعة واحد وعشرون دقيقة، لكن الروس يقولون إن الساعة “20 دقيقة من الساعة الثانية”، أي أننا في طريقنا للوصول للساعة الثانية، ومضى أول 20 دقيقة للوصول إليها.
لكن عادة في الثقافة العربية وفي دول أخرى مثل إسبانيا نركز على الساعة التالية لكن عندما نقترب منها، فمثلا 01.20 هي الساعة واحد وعشرون دقيقة، لكن حينما تكون 01.40 نقول إنها اثنين إلا عشرين دقيقة.
تقسيم اليوم ساعات صباحية ومسائية
لإخبار الوقت في معظم الثقافات الغربية يتم تقسيمه لـ 12 ساعة صباحية (AM) و12 ساعة مسائية (PM)، وكذلك في الثقافة العربية، لكننا يُمكننا أن نستخدم “بعد الظهر” أو “العصر” لساعات النهار التي تحتسب مساء (PM) في الثقافة الغربية، لكننا نعد ساعات اليوم فترتين أيضا، أي كل 12 ساعة.
أيضا في لغات وثقافات مثل الإسبانية، يمكن استخدام كلمات مثل “بعد الظهر” و”المساء” و”الليل” أي ساعات النوم، و”الصباح الباكر” أي الساعات التي تلي منتصف الليل.
روما القديمة.. طول الساعة يختلف حسب فصول السنة
في الحضارات القديمة كانت هناك طرق مختلفة لإخبار الوقت أيضا، إذ كان تقسيم اليوم في روما القديمة إلى 24 ساعة لكن بطريقة مختلفة عن طريقة العد الحالية، إذ كان اليوم عبارة عن 12 ساعة من النهار، و12 ساعة من الليل، لكن تلك الساعات كانت متفاوتة الطول والقصر بمعنى أنها لا تتكون من 60 دقيقة في المطلق، ففي الصيف كانت ساعة النهار أطول من الليل، وكان العكس في الشتاء كما أشار موقع “هيستوري إكسترا” (History Extra) التاريخي.”الجزيرة”