منوعات

المتزوجون أيضا يعانون من الوحدة… ما هي الأسباب؟

عند التحدث عن شخص يشعر بالوحدة، فإننا نتخيل دائما أنه وحيد بمعنى أن لا أحد معه، لكن الحقيقة هي أن الشعور بالانعزال ليس متعلقا بالوجود بمفردك، إذ يعاني العديد من الوحدة رغم وجودهم مع الآخرين.

ولا يمنع الزواج من الشعور بالوحدة، فالمتزوجون يمكن أن يشعروا بالانعزال وهم برفقة زوجاتهم، وتقول الطبيبة النفسية وخبيرة العلاقات نيلو دارداشتي، لمجلة “تايم” (Time) الأميركية إن “الشعور بالوحدة بين الأشخاص في علاقات طويلة الأمد هو أمر شائع جدا”.

وبالرغم من قسوة الشعور بالوحدة على أي شخص، فإن الشعور بالانعزال داخل الزواج أمر مؤلم للغاية، فمن المفترض أن يحمينا الزواج من الشعور بالانعزال. فإذا كنت تعاني من هذه الأزمة.. إليك علاماتها وأسبابها وكيف تتعامل معها.

علامات الوحدة في الزواج
العيش مع شخص آخر ليس علاجا للوحدة، لكن التواصل مع الزوجة هو الذي يحميك من الشعور بالعزلة، ولمعرفة ما إذا كنت تعاني من الانفصال في زواجك، هذه بعض العلامات:

لا يمكنكما التواصل مع بعضكما: سواء كان ذلك بسبب شعورك أن زوجتك لا تتهم بما تقوله، ما يجعلك تتراجع عن التواصل معها، أو لأنك لا تشعر برغبة لبدء حديث معها ومشاركتها ما مررت به في يومك.

تبحث عن الأعذار لتجنب زوجتك: وقد يتضمن ذلك البقاء في العمل لوقت متأخر، أو البحث عن أشياء تبقيك مشغولا وبعيدا، أو حتى الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي عندما تكونان معا.

تأثر العلاقة الحميمية بين الزوجين: كما تؤثر الوحدة على العلاقة العاطفية، فإنها تؤثر سلبا أيضا على العلاقة الحميمية.

الوحدة في الزواج.. لماذا؟
تقول الطبيبة النفسية آمي روكاش لموقع “سيكولوجي توداي” (Psychology Today) إن بعض أسباب الوحدة داخل الزواج هي “عدم وثوق الزوجين ببعضهما، والخوف المستمر من أن يحكم أحد على الآخر أو يسخر منه، أو عدم القدرة على مشاركة المشاعر دون التعرض للهجوم”.

وهناك العديد من العوامل الأخرى التي تسهم في شعورك بالوحدة في زواجك، منها:

مسؤوليات العمل والأسرة
أحد أبرز الأسباب التي تسبب انفصال الأزواج عاطفيا هو ضغوط الأسرة والعمل، وانشغال كل طرف بجدول أعمال مزدحم بمسؤوليات البيت ورعاية الأطفال والالتزامات المادية وغيرها.

الاعتمادية الزوجية أزواج زوجات
وسط متطلبات الحياة اليومية، يصعب التركيز على علاقتك بزوجتك، لذا يمكنك المحاولة لقضاء بعض الوقت الممتع معها (بيكسلز)
الأحداث الضاغطة
يرى البعض أن الأوقات الصعبة توطد العلاقات وتجعلها أقوى، لكن قد يحدث العكس أيضا، وتتسبب التحديات في كشف نقاط الضعف في الزواج وحدوث انقسامات بين الزوجين.

فإذا فقد الزوج وظيفته، سيصبح الأمر أكثر صعوبة إذا شعر أن زوجته لا تدعمه، ما سيؤدي إلى شعوره بالتخلي والوحدة، وقد يبقى الشعور المؤلم حتى بعد حصوله على وظيفة جديدة.

محاولة ملء الفراغ
سبب آخر قد يجعلك تشعر بالوحدة هو محاولتك لملء فراغ تشعر به ليس متعلقا بزواجك، ولا يمكن لزوجتك أن تملأه.

كبت المشاعر
عدم قدرة الزوجين على البوح بمشاعرهما والكشف عن ضعفهما يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالوحدة، فعندما لا يتمكن شخص من مشاركة التفاصيل الشخصية ومشاعره ومخاوفه مع أقرب إنسان له، فسيكون من الصعب جدا أن يشعر بالتفهم والتواصل.

مقارنات وسائل التواصل الاجتماعي
إجراء مقارنات غير واقعية مع العلاقات التي تراها مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي يسهم في شعورك بالانعزال عن زوجتك، فكلما تعرضت لصور مثالية من حياة الآخرين، والتي لا تمثل الحقيقة الكاملة بالطبع، ستشعر بعدم الرضا عن زواجك وتزيد الفجوة.

التوقعات غير الواقعية
تزيد توقعاتك غير الواقعية في شعورك بالانفصال والوحدة، فعندما تتوقع الزوجة من زوجها رد فعل بشكل محدد لدعمها عاطفيا خلال أزمة ما، ولا يلبي الزوج هذه التوقعات، يتسبب ذلك في شعورها بخيبة الأمل والوحدة.

كيف تنقذ زواجك؟
إذا كنت تشعر بالوحدة في زواجك، هذه بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للمساعدة في إعادته إلى المسار الصحيح.

ناقشا ما تشعران به
الخطوة الأولى لإعادة التواصل، هي مناقشة المشكلة مع زوجتك، وبيان أنك لا تلومها أو تنتقدها، لكنك تحاول مشاركتها ما تشعر به.

وإذا كنت أنت فقط من تشعر بذلك، يمكنك مناقشة السبب، وتوضيح ما تحتاجه لعدم الشعور بالانعزال.

افعلا شيئا لطيفا لبعضكما
إذا كان زوجكِ يحب مشاهدة كرة القدم، يمكنكِ شراء قميص ناديه المفضل وإهداؤه له، وإذا كانت زوجتك مهتمة بمستحضرات التجميل، يمكنك شراء شيء لها لطالما ودت الحصول عليه، وذلك لتذكير بعضكما باهتمام كل طرف بالآخر رغم الانشغال.

تجنبا اللوم
بدلا من التعبير عن شعورك بالوحدة بقول “لم تعد تهتم ولا تسألني عن يومي”، يمكنك التعبير بقول “أشعر مؤخرا بالوحدة وعدم الاتصال بك، سيساعدني سؤالك عن يومي وقضاء بعض الوقت معي”.

اقضيا المزيد من الوقت معا
وسط متطلبات الحياة اليومية، يصعب التركيز على علاقتك بزوجتك، لذا يمكنك المحاولة لقضاء بعض الوقت الممتع معا.

وهي خطوة مهمة للغاية لتقليل الفجوة والانعزال، ولا يشترط أن يكون هذا الوقت يوما كاملا، ولكن يمكنكما الاستيقاظ معا لتناول الفطور سويا ومناقشة يومكما، أو الذهاب للنوم في الوقت نفسه.

اعتزالا مواقع التواصل
الحد من استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يساعدك أيضا، إذ أشار العديد من الدراسات، من بينها دراسة نشرتها “المجلة الأميركية للطب الوقائي” (American Journal of Preventive Medicine) إلى أن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل يسهم في زيادة الشعور بالعزلة والوحدة بشكل ملحوظ.

وتساعدكما هذه الخطوة أيضا على قضاء المزيد من الوقت معا، وستتعجب من الوقت الذي ستجده خلال يومك إذا توقفت عن تصفح حساباتك مرارا وتكرارا.

حقيقة تتأثر العلاقات بمرور الوقت ويقل الحماس والشغف بطبيعة الحال، لكن لا يعني ذلك فقدان الأمل، لذا فلا تتوقف عن محاولة إصلاح زواجك والحفاظ على علاقتك بزوجتك.”الجزيرة”

مقالات ذات صلة