منوعات

الشعور بالوحدة… كيف يمكن التخلص منه؟

إحدى الطرق التي يتعامل بها الناس مع مشاعر الوحدة وعدم الانتماء هي من خلال الاستهلاك، حيث تتضمن تجارب الاستهلاك العديد من المنتجات التي تساعدنا على الشعور بالاتصال، مثل منتجات مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والعناصر التي تثير الحنين إلى الماضي، والأشياء التي كنا نملكها في السابق.
وبالرغم من ذلك ووفقا لنتائج الدراسات العلمية، يمكن أن يؤدي الاستهلاك إلى زيادة الشعور بالوحدة عن غير قصد، ويجعل من الصعب التواصل مع الآخرين.

لا أصدقاء ولا علاقات عاطفية
كثير من الناس يعانون من الشعور بالوحدة، وهي تشمل أولئك الذين يرغبون في المزيد من الأصدقاء، ولكنهم يخفقون في تكوين صداقات، بسبب تدني الثقة أو قلة الوقت والخوف من الرفض.

وتشمل أيضا أولئك الذين يفضلون أن يكونوا في علاقة عاطفية ولكن بسبب عوامل مختلفة مثل الانطواء أو الخجل، يجدون أنفسهم عازبين بشكل لا إرادي.

وتسبب أيضا انتشار جائحة كوفيد-19 في الشعور بالوحدة وما يرتبط بها من مشكلات في الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب.

ووفقا لدراسة حديثة أجراها فوماغالي وآخرون وستنشر في أغسطس/آب 2022 فإن الناس يتعاملون مع الوحدة في بعض الأحيان، من خلال الاستهلاك وشراء منتجات الحنين إلى الماضي.

وتشير الوحدة إلى التجربة الذاتية لأوجه القصور في العلاقات الاجتماعية للفرد، بمعنى أن هذه العلاقات تفتقر إلى الجودة أو غير مرضية من نواح مهمة.

وتظهر الأبحاث أن الشعور بالوحدة يرتبط بمجموعة متنوعة من السلوكيات غير الصحية، بما في ذلك إستراتيجيات تنظيم العاطفة غير القادرة على التكيف أو صعوبة ممارسة ضبط النفس، وهو مؤشر قوي على العديد من النتائج السلبية مثل زيادة القلق والاكتئاب، وزيادة الألم.

ما هو الاستهلاك التعويضي؟
وفقا لموقع “هوب ترست إنديا” (Hope trust India) قد تتعامل مع مشاعر الوحدة وعدم الانتماء من خلال الاستهلاك. ويسمي علماء النفس هذا “الاستهلاك التعويضي”، وهو يشير إلى الأنشطة أو المنتجات التي قد تنغمس فيها لتلبية حاجتك النفسية للانتماء. على سبيل المثال، قد يكون الشخص الذي يخشى الرفض أكثر استعدادا لشراء منتج يكرهه فقط لأن شريكه يرغب فيه، وذلك كطريقة للإشارة إلى التفضيلات المشتركة بينهما.

ويمكن أن تكون تجارب الاستهلاك التعويضي محايدة أو حتى إيجابية مثل التبرع للجمعيات الخيرية. ومع ذلك، يمكن أن تكون ضارة أيضا خصوصا عندما يكون المرء على استعداد للانخراط في الإفراط بشرب الكحوليات أو تعاطي المخدرات من أجل التوافق والوفاء بحاجته للانتماء.
وتوفر بعض المنتجات أيضا اتصالا غير مباشر أو رمزيا بالآخرين. مثال شراء العناصر المستعملة أو شراء منتجات مفعمة بالحنين. كما تقلل المنتجات الأخرى الشعور بالوحدة بشكل مباشر مثل تطوير الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة؛ علاقاتِ ارتباط قوية مع العلامات التجارية أو تجسيم المنتجات، أي اسقاط الخصائص البشرية إليهم.

وأظهرت الأبحاث أن الأفراد المستبعدين أو الوحيدين يظهرون تفضيلا أكبر للمنتجات المجسمة مثل شخصيات “مستر نظيف” و “إم آند إم”(M&M).

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتعامل مع الشعور بالوحدة
بعض المنتجات الأخرى مثل وسائل التواصل الاجتماعي مصممة خصيصا للأغراض الاجتماعية. قد يتخيل المرء أنها مفيدة بشكل خاص للأشخاص الوحيدين، مما يسمح لهم بإعادة الاتصال بالأصدقاء أو التواصل مع الأفراد الذين يشاركونهم اهتماماتهم.

ومع ذلك، فمن الغريب أن الاتصالات الإلكترونية أخفقت في تقليل الشعور بالوحدة، فقد ارتبط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بزيادة الشعور بالوحدة. ربما لأن التفاعلات الاجتماعية على وسائل التواصل الاجتماعي أقل جودة عند مقارنتها بالتفاعلات الشخصية.

وقد وجد بحث أجري عام 2019 حول الحياة الاجتماعية لأكثر من 8 ملايين شاب أميركي، زيادات في الشعور بالوحدة بمرور الوقت، وتغيرات سلبية في مجموعة متنوعة من الأنشطة الاجتماعية الشخصية، وهي تغييرات تزامنت مع زيادة استخدام الوسائط الرقمية. فقد حدث ما يقرب من نصف الانخفاض في التفاعلات الاجتماعية الشخصية بين عامي 2010 و2017.

مخاطر استخدام المنتجات لتقليل الشعور بالوحدة

وفقا لموقع “سيكولوجي توداي” (Psychology today)، يتمثل أحد المخاطر في أن استبدال المنتجات بالاتصال البشري يتم دائما بشكل تدريجي، وتتطور الرغبة في تكديس الممتلكات ويصبح الشخص أكثر مادية. وتظهر الأبحاث أن المادية لها تأثير سلبي على السعادة والرفاهية.

وفي الواقع، أن تصبح ماديا من أجل تقليل الشعور بالوحدة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشعور بالوحدة، وذلك بسبب الممتلكات التي تحل محل التفاعلات الاجتماعية، وينتج عن هذا المزيد من الشعور بالوحدة ويصبح الشخص أسير حلقة مفرغة يتم تطويرها مع الوقت.”الجزيرة”

مقالات ذات صلة