منوعات

بعد جائحة كورونا… كيف تبدو اجواء السفر؟

تقول الكاتبة ميليسا كيرش إنها سافرت مؤخرا في رحلة جوية داخل الولايات المتحدة الأميركية، وهي الأولى بالنسبة لها منذ عامين.

وخلال هذه الرحلة كان تركيزها منصبا على بلوغ وجهتها، أي أنها ستستيقظ في مكان مختلف قرب نافذة تطل على منظر جديد، وتحصل على عطلة تنعم فيها بالراحة والتجديد.

وتضيف الكاتبة -في مقالها الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” (NY times) الأميركية- أن رغم كون السفر أمرا مرهقا للإنسان، فإنني حاولت هذه المرة التركيز على الجانب الممتع، وهو التجربة التي سأعيشها عندما أصل إلى وجهتي.

الاستمتاع بالرحلة
وتشير الكاتبة إلى أن هذه الرحلة -بكل ما فيها من إرهاق وإجراءات مزعجة، تبدأ من الاضطرار للاستيقاظ في الفجر والتوجه نحو المطار في البرد القارس، ثم عبور إجراءات أمنية مشددة، وإيداع الحقائب ثم السفر واستئجار سيارة بعد الوصول، وكلها أشياء كانت دائما تعد مملة ومتعبة- أثارت هذه المرة أثارت اهتمامها.

وتوضح الكاتبة أن السر وراء استمتاعها بهذه الرحلة أنها كانت على مدى العامين الماضيين -كما هي الحال مع أغلب الناس في أنحاء العالم- تعاني من الوحدة والعزلة، وتتحرك داخل دائرة ضيقة، بسبب الإجراءات المتخذة لمكافحة فيروس كورونا، والآن تجد نفسها فجأة تحلق خارج هذه الدائرة.

ورغم أن ركوب الطائرة ليس تجربة مريحة تماما فإنه يذكرنا بحقيقة ثابتة، وهي أن الإنسان يتغذى من التجديد والتغيير، بما أن الرتابة وتكرار المشاهد نفسها يجعلانه يصاب بالكآبة.

تجارب جديدة
وتقول إن هذا التجديد يمكن الحصول عليه بعدة طرق، منها تنظيم رحلة إلى مكان لم تزره من قبل، أو القيام ببعض الأنشطة التي لم يسبق لك تجربتها.

أيضا يمكن أن يكون التجديد عبر تجارب صغيرة في حياتنا اليومية، تتعلق بالملابس والطعام. هذه التغييرات تجعل الإنسان في حالة يقظة، وكأن الحياة تدب في أوصاله من جديد، ويصبح العقل منتبها لكل الإشارات الجديدة في محيطه.

لذلك تؤكد الكاتبة أن رحلتها التي أنهت بها عامين من الخمول كانت فعلا رائعة وجددت بها نشاطها، كما أنها باتت تنتبه لتفاصيل لم تكن سابقا تعيرها اهتماما؛ فهي بعد أن كانت تعبر المطارات مسرعة، لا تلوي على شيء غير الوصول نحو وجهتها والحصول على وسيلة نقل للذهاب إلى البيت بعد الانتهاء من الإجراءات، باتت الآن تتصرف بهدوء وتأخذ كامل وقتها لتأمل الناس من حولها، بمختلف هوياتهم وتصرفاتهم.

لحظات صغيرة
وتشير الكاتبة في هذا السياق إلى أنها تأملت بكل اهتمام الناس وهم يقفون أمام إحدى صنابير ماء الشرب في مطار سان فرانسيسكو، ويقومون بتعبئة قواريرهم المتنوعة من حيث اللون والشكل والمادة التي صنعت منها.

كذلك عندما وصلت نيويورك وكانت تهم بمغادرة المطار، وقفت تتأمل المسافرين الذين كانوا يستعدون للتوجه نحو طائراتهم، والمفارقة التي يمثلها هذا المشهد بين قادم ومغادر.

وترى الكاتبة أن التجديد مسألة لا يتم بالضرورة التصريح بها بشكل مباشر، ولكنها قد تتمثل بكل بساطة في لحظات صغيرة ومشاعر وذكريات كنا قد نسيناها وطال عهدنا بها، ونعود لتجربتها من خلال السفر أو حتى من خلال أنشطة أخرى لا تتطلب منا الذهاب بعيدا.

(الجزيرة)

مقالات ذات صلة