منوعات

المتزوجون وعيد الحب… احتفالات من نوع آخر

يرى البعض أن يوم الحب مناسبة ينتظرها العشاق والمحبون كل عام، ورغم أنها حدث رومانسي، فبعض الأزواج لا يهتمون بها، خاصة إذا مرّ على زواجهم وقت طويل.

ولا يمكن إنكار هذا الأمر، لكن بعض الخبراء يرون أن احتفال الزوجين بعيد الحب مناسبة لتجديد علاقتهما، وإظهار كل منهما المودة والامتنان للطرف الآخر، وقضاء بعض الوقت الرومانسي معًا. لذلك نستعرض بعض الفوائد النفسية والعائلية للاحتفال بعيد الحب للمتزوجين، من قبل الاستشاريين والمختصين.

كسر الروتين والرتابة
تستعرض الاستشارية في العلاقات الزوجية والأسرية غيتا شرارة العديد من الفوائد التي تكسر النمط الروتيني في العلاقة بين الزوجين في هذه المناسبة، وتعيد مواصلة إنعاش الروابط بين الطرفين:

الجانب الرومانسي
من الضروري جدا عدم إهمال الجانب الرومانسي في العلاقة الزوجية، وليس فقط منح الأولويات دائما للعمل وللأطفال على حساب العلاقة العاطفية.

الشعور بالسعادة
مما ينعكس إيجابيا على العائلة وحتى على الأولاد، كما تؤكد استشارية العلاقات الزوجية والأسرية غيتا شرارة.

التعبير عن الحب
الاحتفال بعيد الحب ليس فقط لاستعادة الأجواء الرومانسية مع زوجكِ، بل فرصة رائعة لشكر زوجكِ على دعمه لكِ، والتعبير عن حبكِ له، ويجب أن يقوم زوجكِ بالدور نفسه أيضًا. خاصة في ظل تزاحم متطلبات وأعباء الحياة.

الاحتفال مهم جدا
يساعد الاحتفال بين الزوجين على تقليل الفجوات وزيادة التقارب الفكري بينهما، وتجاوز الكثير من المشكلات السابقة.

المفاجأة والشغف
أحسني استقبال زوجكِ عند عودته للبيت، وأشعريه بأن هذا اليوم مميز بطريقة معقولة، ولا تتركي الفرصة لزوجكِ بملاحظة اختلاف واضح بين هذا اليوم وبقية الأيام الأخرى.

إنهاء الخصام أو الخلاف
إذا كان هناك أي خلاف مع زوجك، فاليوم فرصة رائعة لإنهاء أي مشكلات بينكما بعد النقاش بهدوء والاحتفال باليوم، بحسب نصيحة الاستشارية غيتا شرارة.

راحة مؤقتة من المسؤوليات
يمكنك إعلان عيد الحب يومًا خاليًا من جميع المسؤوليات، أو على الأقل ساعات منه، وتخصيصها للاسترخاء والاستمتاع مع زوجك.

الاحتفال بمشاركة الأطفال
سيكون الاحتفال مزدوجًا إذا استطعنا الاستمتاع بعيد الحب مع أطفالنا، ثمرة حبنا. فالحب يزين حياة الأزواج وله فوائد عديدة لأذهاننا وأجسادنا، ويجب أن نستغل الفرص المناسبة للاستمتاع به، وفق نصيحة استشارية العلاقات الزوجية والأسرية شرارة.

أنشطة مختلفة مميزة
وتقترح شرارة مجموعة أنشطة مميزة ومختلفة يمكن للثنائي القيام بها في يوم عيد الحب، وهذه المبادرات تهدف لقضاء وقت ممتع، وينبغي ألا تظهر في هذه المناسبة فحسب، بل إن هذه المناسبة فرصة لتعزيز ما يجري القيام به بالفعل، وليس لتعويض ما لا يحدث طوال العام.

وأشارت إلى أن فوائد الاحتفال بعيد الحب بين الزوجين لها تأثير كبير في تجديد العلاقة الزوجية، وإشعار الطرفين بالاهتمام والحب على مرّ السنين، لافتة إلى أن هناك الكثير من المشكلات التي تفتعل بسبب نسيان الزوج المناسبات.

علم النفس: الهدية دليل مهم
أما الاختصاصية في علم النفس إلينا الحموي فتقول إن احتفال الأزواج بالمناسبات وتبادل الهدايا هو مؤشر على نجاح الحياة الأسرية، لأن الهدية دليل على الاستمرارية الصحيحة التي تسير وفقها أي علاقة زوجية، كما أنها تعد أسلوبا راقيا وشديد الحساسية للتعبير عن الاحتفاظ بمشاعر الحب دون التأثر بالمتغيرات التي تتعرض لها حياة الزوجين.

وتنصح الحموي جميع الأزواج بمحاولة تجديد مشاعرهم بأشياء غير مكلفة ماديا، تجدد الحياة الزوجية، وتعيد المشاعر والحب، بدلا من حالة الفتور التي تسود أغلب البيوت. لذا يجب دائما وضع خطط وطرق للتقارب وإعادة المشاعر بين الأزواج، ومنها: تبادل الهدايا والسفر والخروج إلى أماكن غير معتادة والذهاب للسينما أو المسرح وشراء الورود.

وتنصح الحموي باستعادة الذكريات السعيدة التي جمعت الزوجين والتحدث بشأنها، فهذا يجلب السعادة ويساعد على التخلص من الاكتئاب، كما أن الاحتفال بالمناسبات الخاصة لكل منهما يعتبر من العادات المهمة جدا والتي تكسر روتين الحياة الممل وتقوي الروابط.

باقة ورد وقالب حلوى
وتتساءل الصحفية منال نجار: “كيف أحتفل بهذا اليوم المميز مع زوجي؟ وأسعى للاهتمام به لأعبر له أنه لا يزال في قلبي؟”. وهكذا تبدأ التحضيرات للاحتفال بهذا اليوم الجميل، فتقوم بإعداد العشاء الخاص مع تزيين مائدة الطعام بالورود والشرشف مع الشموع المعطرة، وترسل له في الصباح على “الواتساب” كلاما عاطفيا تعبر له عن مدى احتياجها لوجوده في حياتها، كما لا تنسى الاهتمام بأناقتها وجمالها.

فكل ما في الأمر أنها تقوم بإعداد أفكار بسيطة غير مكلفة لقضاء عيد الحب مع زوجها في أجواء سعيدة، وإعداد عشاء رومانسي، وتغيير ديكور غرفة النوم ببعض اللمسات المعبرة، واستقباله بابتسامة جميلة تنسيه تعب الشغل.

وبحسب نجار، فإن الزواج لا يخلو من الملل والروتين، والحب سرعان ما يتحول بعد الزواج، لذا على الزوجين ابتكار أساليب مختلفة تحافظ على سعادتهما، يأتي في مقدمتها “الإجازة الزوجية” لبعض الوقت لتجديد مشاعر الحب والشوق من جديد، وعيد الحب فرصة رائعة لتجديد وإنعاش هذه العلاقة.

وتضيف نجار: “السرّ في استمرار العلاقة الزوجية بقدر من السعادة هو تخلي كل طرف عن أنانيته وتحمل المسؤولية الواقعة عليه كاملة، سواء كانت مسؤولية تجاه الشريك أو المنزل أو الأبناء”، مؤكدةً أن التخلي عن الأنانية هو السرّ الكبير للسعادة الزوجية.

وتشدد نجار أن مسؤوليات الحياة والعمل والأبناء لم تترك مساحة أو وقتا للاحتفال بالأعياد العادية وتبادل الهدايا في ظل هذه الظروف الصعبة، لذلك فهي لا تطلب من زوجها سوى الاهتمام والحب.

ومع ذلك فهي تدرك أنه لا يهمل هذا الأمر، فهو لا يعود إلا بباقة ورد مع قالب حلوى مزين مكتوب عليه “كل عام وأنت حبيبتي”.

الكلمة السحرية
وبالمثل، تستغل ربة المنزل ميساء شيرازي عيد الحب للتعبير عن مشاعرها تجاه زوجها، وتقول: “طوال العام مشغولون ومتعبون من المسؤولية، ويوم عيد الحب أتحمس لأصنع قالب الحلوى من الفراولة وعليها كلمات الحب لزوجي وأولادي، لأعبر لهم عن حبي لهم، وآخر اليوم نخرج لتناول العشاء أو للسينما”.

وتعتقد شيرازي أن المرأة هي المسؤولة عن السعادة الزوجية أو تردي العلاقة بينها وبين زوجها، فهي مطالبة بأن تجدد حياتها وترضي زوجها بكل الوسائل، لأن الزوجة الناضجة هي التي تصنع السعادة في البيت من خلال الابتسام بوجه زوجها.

وبالنسبة إليها، بدأت تتفهم ما يريده، وهذا هو سرّ السعادة، ومن هنا تستطيع أن تقول إن الحبّ والسعادة متلازمان، فالأسلوب الصحيح في المعاملة يمثل الأساس بتحديد طبيعة السعادة أو يحدد طبيعة العلاقة بين الزوجين، كما أنها تعتبر كلمة “بحبك” كلمة سحرية قادرة على إبقاء جذوة الحب مشتعلة ما بقينا أحياء.

(الجزيرة)

مقالات ذات صلة