فقد أجزاء كبيرة من دماغه بعد ولادته… اليكم كيف أصبح نجما رياضيا
عام 2012 جلست كيلي كار وابنها دانيال البالغ من العمر آنذاك 13 عامًا في غرفة الانتظار بعيادة طب أعصاب الأطفال لتحديد موعد آخر مع الطبيب بعد أن كافحت طوال سنوات لمعرفة سبب ضعف جانب ابنها الأيمن، وهو عجز لم يكن للمفارقة واضحا، وأي شخص لا ينتبه للأمر عن كثب سيرى فتى مراهقا طبيعيا وبصحة جيدة.
بهذه العبارات افتتحت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) تقريرا لها عن قصة دانيال الذي أصيب بعد ولادته بسكتة دماغية شديدة فقد على إثرها أجزاء كبيرة من دماغه لكنه تمكن نهاية المطاف من تحدي كل الصعاب والسير قدما إلى أن أصبح نجما رياضيا في مدرسته وتخرج من كلية تقنية.
ففي ذلك العام -تقول الصحيفة- لم يكن لدى أي شخص أي فكرة، بما في ذلك والدته، عن إصابة دانيال بسكتة دماغية شديدة عندما كان مولودا جديدا.
أكبر سكتة دماغية
ويقول طبيب أعصاب الأطفال في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، نيكو دوزينباخ، الذي تمكن أخيرا من تشخيص حالة دانيال باستخدام فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، لقد “كانت هذه أكبر سكتة دماغية رأيتها على الإطلاق لطفل لم يمت أو يعاني من إعاقة جسدية وعقلية شديدة”.
وأضاف “لو أنني رأيت التصوير المغناطيسي أولا كنت سأفترض أن هذا الطفل ربما يكون على كرسي متحرك ولديه أنبوب تغذية وقد يكون على جهاز التنفس الاصطناعي، لأنه في العادة عندما يفقد طفل ما هذا القدر من الدماغ يكون الأمر في غاية السوء”.
يتحدى المنطق
واستطاع دانيال الذي كان شابا نشطا ورياضيا جيدا في مدرسته أن يتحدى المنطق، لكن قبل اكتشاف إصابته كانت والدته قد لاحظت قيامه ببعض السلوكيات الغريبة مثل غلق معطفه أو أكل السندويتش باستخدام يده اليسرى فقط. كما برع كرامٍ أعسر في لعبة البيسبول، لكن مدربه كان دائما ما يستغرب تغييره لقفازه إلى يده اليسرى عندما يريد التقاط الكرة.
وحاول الإخصائيون الطبيون المساعدة في فهم الأمر، بدءا بطبيب الأطفال ثم أخصائي العظام الذي أرسله لاحقا إلى العلاج الطبيعي، لكن لم يستطع أحد معرفة السبب الجذري لما يحدث رغم أنهم جربوا أسلوب العلاج بتقييد الحركة الذي يجبر المرضى على استخدام الذراع الأضعف من خلال شل حركة الأخرى، وهو الأمر الذي تمرد عليه وتحرر منه دانيال بسرعة.
وحتى قبل إثبات إصابته من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي، رأى دوزينباخ أن حالة دانيال كانت تحمل جميع علامات “السكتة الدماغية المرافقة للولادة” (perinatal stroke) وهي سكتة دماغية تحدث الشهر الأول بعد الولادة.
ولا تعتبر هذه الحالة المرضية أمرا نادرا كما قد يعتقد البعض حيث تحدث في العادة مع مولود واحد من أصل ألف، وتتسبب في إعاقات مدى الحياة بما في ذلك الشلل الدماغي والصرع والاضطرابات السلوكية وعجز التعلم، وتعتبر “السكتة الدماغية الشريانية” (arterial ischemic stroke) أكثرها شيوعا وتنجم عن انسداد أحد شرايين الدماغ بسبب جلطة دموية في المشيمة.
ويؤكد آدم كيرتون، مدير “برنامج السكتات الدماغية للأطفال” التابع لجامعة كالغاري الكندية، أن الأسبوع الذي يلي الولادة يكون في الغالب الفترة الأكثر خطورة على الإطلاق للإصابة بالسكتة الدماغية خلال حياتنا كلها.
ويوضح “إذا قارنت هذه الفترة بوضع مدخن مصاب بمرض السكر يبلغ من العمر 80 عاما ويعاني من ارتفاع ضغط الدم، فإن خطر تعرضه لخطر الإصابة يكون في الواقع 3-4 مرات أقل من السكتة الدماغية في مرحلة ما بعد الولادة”.
(الجزيرة)