منوعات

قبل 36 عاماً.. شاهد كيف تابع الآلاف مقتل رواد فضاء على الهواء (فيديو)

خلال القرن الماضي، كانت البشرية على موعد مع العديد من الحوادث المميتة أثناء رحلاتها الاستكشافية والعلمية نحو الفضاء.

فمنذ فترة تجربة أولى الصواريخ الباليستية، التي فتحت الطريق لبلوغ الفضاء في 2 (V-2) على يد العلماء الألمان بالحرب العالمية الثانية مروراً بحوادث سويوز 1 (Soyuz 1) وسويوز 11 (Soyuz 11) السوفيتية وأبولو 1 (Apollo 1) الأميركية، فقد العديد من رواد الفضاء أرواحهم أثناء مغامرات محفوفة بالمخاطر والصعوبات لبلوغ الفضاء.

ومن ضمن هذه الحوادث المميتة، يذكر التاريخ حادثة تحطم مكوك الفضاء الأميركي تشالنجر (Challenger) الذي تابعه الأميركيون عن كثب عبر شاشات التلفاز عام 1986.

انفجر وتفتت
ففي يوم 28 كانون الثاني 1986، أقلع مكوك الفضاء الأميركي تشالنجر قرب كاب كارنفال (Cape Canaveral) بفلوريدا حاملاً على متنه 7 رواد فضاء كان من ضمنهم امرأتان، هما كريستيا ميكاولفي وجوديث ريسنيك، و5 رجال تمثلوا في فرانسيس سكوبي، قائد المكوك، وميشل جون سميث ورونالد ماكنير وإليسون اونيزوكا وجريجوري جارفيس.

وبعد مضي 73 ثانية فقط على عملية الإطلاق، انفجر تشالنجر في حدود الساعة الحادية عشرة و39دقيقة، أي ما يعادل الساعة السادسة عشرة و39 دقيقة بالتوقيت العالمي، متسبباً في مقتل جميع ركابه السبعة قبل أن يتفتت ويقع بالمحيط حيث تم انتشال أجزاء منه في الأيام التالية.
كما تابع المئات على سطح الأرض عملية الإطلاق وتحطم المكوك وشاهدوا الحدث بأعينهم. وقد كان من ضمن الحاضرين على عين المكان حينها عائلة كريستيا ميكاولفي، البالغة من العمر 37 عاماً، التي مثلت أول مواطنة أميركية عادية تسافر نحو الفضاء حيث فازت بمقعد على متن تشالنجر وشاركت على مدار أشهر بالتدريبات استعداداً للسفر نحو الفضاء.

نتائج التحقيق
وعقب كارثة تشالنجر، أوقفت ناسا رحلاتها لأكثر من عامين. وفي الأثناء، شكّل الرئيس الأميركي رونالد ريغن (Ronald Reagan) لجنة للتحقيق في أسباب تحطم المكوك بالجو. وقد قاد هذه اللجنة حينها وزير الخارجية السابق وليام روجرز (William Rogers) وتواجد ضمن أفرادها رائد الفضاء السابق نيل أرمسترونغ (Neil Armstrong) والقائد شاك ييغر (Chuck Yeager).
وبناء على نتائج التحقيق، ارتكبت العديد من الأخطاء في تصميم تشالنجر، كان أبرزها ربط أجزاء المكوك بدوائر من المطاط مما سهّل عملية تفككه تزامناً مع تفكك هذه الدوائر. كما أشار التقرير لاعتماد ناسا لمواد معينة، رديئة وغير سليمة، أثناء صناعة تشالنجر لتقليل تكلفته. وإضافة إلى ذلك ألقى باللوم على سرعة المكوك ودرجة الحرارة المتدنية عند الإطلاق وقلة أنظمة الحماية الحرارية بتشالنجر وضعفها مقارنة بتلك المعتمدة سابقاً بالمكوك كولومبيا.
إلى ذلك أطلقت ناسا، خلال ايلول 1988، بعد أكثر من عامين من الانقطاع، مكوك ديسكوفري بنجاح. ومنذ تلك الفترة، استغل المكوك الفضائي للقيام بالعديد من المهمات التي تراوحت أساساً بين صيانة التيلسكوب هابل (Hubble) وبناء محطة الفضاء الدولية.
المصدر: العربية

مقالات ذات صلة