“اكتئاب عيد الميلاد”… بعض المشاعر تفسرها دراسة جديدة
بينما يتنظر الكثيرون ذكرى يوم ميلادهم بسعادة وحماس للاحتفال به برفقة أحبائهم وجعله يوما مميزا والتخطيط للعام المقبل، يصاب آخرون بالقلق والخوف والحزن مع اقتراب يوم ميلادهم ولا يرحبون بذكره أو الاحتفال به، وهي حالة تعرف باسم “اكتئاب عيد الميلاد”.
ويعرف “اكتئاب عيد الميلاد” بأنه الشعور بالحزن أو الإحباط مع اقتراب ذكرى يوم الميلاد، وتجنب الاحتفال به أو التفكير فيه، وهو أمر شائع ويمكن أن يؤثر على أي شخص بغض النظر عن العمر.
وهناك العديد من الأسباب لهذه المشاعر، والتي يمكن أن تشمل أيضا عوامل خارجية، فلا داعي للخجل، مشاعرك صحيحة، والأهم من ذلك يمكن التحكم فيها.
حالة نفسية أو أزمة مؤقتة
لا يعترف الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للأمراض النفسية “دي إس إم 5” (DSM 5) باكتئاب عيد الميلاد بأنه اضطراب في الصحة العقلية، وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض الأفراد يعانون من الاكتئاب أو الحزن خلال عيد ميلادهم.
وأفاد موقع “سايك سونترال” (Psych Central) المتخصص في الصحة العقلية والنفسية، بأنه في بعض الأحيان قد تواجه أعراض اكتئاب مرتبطة بحالة أو حدث معين، على سبيل المثال، في عيد ميلادك، وهو ما يشار إليه بالاكتئاب الظرفي (Situational Depression).
أسباب ودوافع اكتئاب عيد الميلاد
هناك العديد من الأسباب المحتملة التي يمكن أن تجعل شخصا ما يشعر بالإحباط في عيد ميلاده، ومنها:
الخوف من التقدم في السن
يفكر البعض فيما حققوه خلال السنوات الماضية، وقد لا يشعرون بأنهم في المكان الذي يريدون، لا سيما في السنوات التي يعتبرها الكثيرون “هامة”، على سبيل المثال عند بلوغ 30 أو 50 عاما.
وقد تسمعين ممن حولك عبارات مثل “عمرك أصبح 30 عاما ولم تتزوجي بعد؟ متى ستنجبين أطفال؟”، أو “احذر التمثيل الغذائي لديك سيبدأ في التراجع”، أو “كان يجب أن تكون قد بدأت في الادخار للتقاعد”، مما يسبب صغوطا كبيرة.
الخوف من الموت
الذي يُعرف أيضًا باسم “رهاب الموت” (Thanatophobia)، ومع اقتراب عيد الميلاد يشعر الأشخاص المصابون بهذا الرهاب بأنهم قد تبقى لهم سنوات أقل للعيش.
صدمات الماضي
التعرض لصدمة في الماضي، وارتباط هذه الصدمة بذكرى يوم ميلادك، أو ذكريات العائلة غير السارة في أعياد الميلاد أثناء الطفولة، وهو ما قد يعيد مشاعر القلق أو الاكتئاب التي عانيت منها في وقت الصدمة من جديد.
الخوف من الوحدة
يخشى البعض مواجهة شعورهم بالوحدة، وأن ليس لديهم من يحتفلون معهم بهذه المناسبة الخاصة، أو الخوف من أن أحباءهم لن يتذكروا أو يهتموا بالاحتفال معهم.
التوقعات العالية
قد تتسبب توقعات الشخص العالية أيضا في إصابته بالحزن في يوم ميلاده، عندما تنتظر أن يقيم أصدقاؤك أو شريكك حفلا والاهتمام بك كما تهتم أنت بهم، ولكن لا يحدث ذلك، فمن الطبيعي أن تشعر بخيبة أمل.
أعراض اكتئاب عيد الميلاد
هناك بعض العلامات التي قد تنبهك إلى أنك تعاني من اكتئاب عيد الميلاد، والتي من بينها:
تغيير في حالتك المزاجية قد يستمر لعدة أيام قبل وبعد عيد ميلادك.
الشعور بالإحباط أو الحزن والبكاء أكثر من المعتاد.
اجترار الماضي والتفكير في أهدافك التي لم تحققها بعد.
الشعور بالقلق حيال مقدار الوقت المتبقي لك في الحياة.
عدم الاهتمام بفعل ما تستمتع به عادة، والافتقار إلى الطاقة أو الدافع لإنجاز المهام.
اضطرابات في النوم والشهية، وصعوبة في التركيز.
الشعور بأوجاع وآلام جسدية.
الرغبة في عزل نفسك.
لحسن الحظ يمر عيد الميلاد مرة واحدة فقط كل عام، ولكن يمكنك أيضا أن تحسن هذه الفترة، وتخفف المشاعر السلبية ببعض الخطوات البسيطة، ومنها:
تقبل ما تشعر به
المشاعر السلبية هي استجابة طبيعية للعديد من العوامل الداخلية والخارجية، ولن تتغير بكرهك لها، ولذلك اسمح لنفسك بالمرور بما تشعر به، دون إصدار أحكام أو إلزام نفسك بالشعور بالسعادة والحماس.
ركز على الجانب الإيجابي
بدلا من جلد نفسك على ما لم تنجزه، يمكنك التركيز على ما تم إنجازه في السنوات السابقة، والتفكير في أفضل شيء حدث لك، وما هو الشيء الممتع الذي فعلته أو أي شخص قابلته، وهل تعلمت شيئا مثيرا أو مفيدا لبقية حياتك؟ ولا يجب أن يكون الإنجاز شيئا كبيرا لا مثيل له.
ويمكنك التركيز على عامك المقبل وما يمكنك تحقيقه خلاله، أو التخطيط للقيام بشيء لطالما وددت فعله ولكن لم تتسن لك الفرصة.
عبّر عن رغباتك
بقدر ما هو محبط عندما لا يفعل الناس ما تتوقعه منهم، لا يستطيع الآخرون قراءة العقول، فإذا كانت لديك رغبات خاصة، قد يساعدك أن تعبر عما ترغب به بشكل واضح.
كافئ نفسك
تذكر أنه يمكنك خلق تلك البهجة لنفسك، فيمكنك ارتداء الملابس الجديدة التي تركتها لمناسبة مميزة -ليس هناك شيء أهم من ذلك الآن- أو تناول وجبة مميزة في أحد المطاعم الفاخرة، أو الذهاب في نزهة طويلة.
تعتبر أعياد الميلاد بمثابة محطات في حياتك للنظر لما حققته وتقييمه والتفكير فيما تطمح فيه، والخوف والقلق من مرور الأيام أمر طبيعي، ولكن تذكّر دائما أن عدم تحقيق بعض الأشياء مثل بقية أقرانك هو أمر طبيعي أيضا، فلكل شخص مساره الخاص بظروفه الخاصة، ولا تجري الأمور طوال الوقت كما نخطط لها، ويجب تقبل ذلك.
(الجزيرة)
المصدر: أ.ف.ب – الجزيرة