“صيرفة” متوقفة في عدد من المصارف: صندوق النقد يضغط لوقف التعميم 161
يتهافت المواطنون، منذ اصدار التعميم 161 من قبل مصرف لبنان، إلى سحب الدولار من المصارف على منصة صيرفة، ولكن ومع ارتفاع الدولار في السوق السوداء يجري العمل على رفع منصة صيرفة بوتيرة سريعة ما سبب القلق، فهل سيتم إيقاف صيرفة؟ وماذا عن الارتفاع الكبير بسعر صرف الدولار؟
في أيار الماضي، وصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة إلى 38 الف ليرة تقريباً، الأمر الذي دفع بمصرف لبنان إلى التدخل لتخفيض الدولار ولجم ارتفاعه. وهنا يشرح الخبير الاقتصادي محمود جباعي أنه “لم يعد لدى مصرف لبنان القدرة على لجم الارتفاع السريع للدولار وأن يعوضهم من خلال الصرافين وOMT”، مشيراً إلى أن “عدة عوامل أدت إلى رفع الدولار، أولها الحديث عن إقرار الدولار الجمركي على سعر مرتفع، الأمر زاد الطلب على الدولار”، مضيفاً: “عدم قدرة تلبية مصرف لبنان على تلبية طلبات المحروقات على منصة صيرفة، الأمر الذي فرض على الشركات أن تحضر الدولارات من السوق السوداء ما رفع سعر الصرف بنسبة 10%”.
كذلك يلفت جباعي، في حديث لـ”النشرة”، إلى أن “مغادرة المغتربين البلد دفع إلى مزيد من الطلب على الدولار في السوق السوداء”، مؤكداً أن “الدولار الذي يدخل البلد يذهب إلى السوق الموازية أو السوق السوداء بنسبة 80%، ما يخلق نوع من التضخم ويساهم بزيادة الطلب على الدولار”.
بدوره، يشدد الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة على أن “صندوق النقد يضغط بشكل كبير لوقف التعميم 161، وهذا الضغط يمارس من فترة طويلة لأنهم يعتبرون أن مصرف لبنان يستنزف الاحتياطي”، ويذهب بعيداً ليسأل “الارقام المتداولة على منصة صيرفة لازالت كما هي فما الذي حصل وأدى الى ارتفاع الدولار؟ ولماذا يرتفع الدولار؟”، ليعود ويشدد على أن “لا شيء تغيّر”.
“إذا مصرف لبنان توقف عن تأمين الدولارات على منصة صيرفة، ولم يتوقف التهريب إلى الخارج فحتماً الدولار سيرتفع كثيراً”، هذا ما يؤكده عجاقة. أما جباعي فيرى أن “الخطوات المتبعة ستؤدي إلى مزيد من التدهور في سعر الليرة، وقد يصل الدولار سريعاً إلى عتبة لـ40 الف ليرة، وهنا تتجه الأنظار الى مصرف لبنان فهل سيقوم باصدار تعاميم جديدة لضبط الدولار مؤقتا؟”.
في نفس الوقت، يلفت جباعي إلى أن “ليس لدى مصرف لبنان القدرة الكافية لمواجهة سعر صرف الدولار دون اجراءات للحكومة اللبنانية، طالما أن الحكومة لم تضع خطة تعافي لتخلق جو من الطمأنينة، وطالما لم يحصل توافق بين الحكومة والمصارف والمودعين على اعادة أموال المودعين”.
اذا الدولار يحلّق صعوداً في وقت تعطّل العمل بمنصة صيرفة في عدد من المصارف، وحالياً تتجه الأنظار الى الخطوات المقبلة، التي يمكن أن يقوم بها مصرف لبنان للجم إرتفاعه في حال تخطى عتبة لـ40 الف ليرة.