“ترميم الآثار علينا”.. ما وراء الوجود الروسي في تدمر
حذّر تقرير نشره موقع “المونيتور” الأميركي من أنّ روسيا تكتسب موطئ قدم في تدمر، الكائنة في ريف حمص الشرقي، عبر أعمال ترميم الآثار، مستنداً إلى 3 اتفاقات وقعتها دمشق مع موسكو. وتقضي الاتفاقية بترميم متحف تدمر ومجموعاته، أمّا الثانية، فتنطوي على تدريب الكادر السوري وتبادل المعلومات حول النمذجة المستندة إلى صور ثلاثية الأبعاد عند تقييم الأضرار التي ألحقها تنظيم “داعش”. في ما يتعلق بالاتفاقية الثالثة، فتهدف إلى ترميم قوس النصر في المدينة.
في تحليله لما يجري، قال مدير شبكة تدمر الإخبارية المعارضة، محمد حسن العايد، إنّ “الاهتمام الروسي بتدمر بدأ في وقت كانت فيه المدينة تحت سيطرة “داعش”، مضيفاً: “إلى جانب أهميتها الثقافية، تقع تدمير بالقرب من مناجم الفوسفات وحقول الغاز، ما يجعلها ذات أولوية بالنسبة إلى روسيا”. وفي السياق نفسه، حذّر عياد من الوجود الروسي، قائلاً: “ليست لدينا فكرة عن مصير القطع الأثرية بعد سيطرة النظام على المدينة ودخول المجموعات المسلحة السورية والإيرانية”.
من جانبه، عزا الصحافي السوري-الروسي المقيم في موسكو والمتخصص بالشؤون الروسية، نصر اليوسف، اهتمام موسكو بآثار تدمر إلى سعيها إلى “جذب اهتمام العالم إلى الدمار الذي لحق بتدمر من أجل الحصول على أموال لإعادة ترميمها، على الرغم من أنّها لا تمتلك خبرة في مجال ترميم الآثار”. وأضاف: “كما ترمي موسكو إلى السيطرة على المدينة من خلال الآثار وعملية إعادة الإعمار، لسرقة أموال منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (أونيسكو) وافتتاح استثمارات جديدة في المدينة”.
وتأكيداً على فكرته، قال اليوسف: “سابقاً، كانت أغلبية البعثات العاملة في سوريا ألمانية وفرنسية، إلى جانب بعض البعثات اليابانية والبلجيكية والأميركية”، مضيفاً: “كان لدى روسيا بعثة واحدة تعمل بشكل متقطع في تل خزنة في الحسكة”، مشيراً إلى أنّه لم يسبق للبعثة أن أصدرت أي منشورات علمية.
الباحث في المساعد في مركز “جسور” للدراسات (إسطنبول)، وائل علوان، حذّر من أنّ روسيا “تسعى إلى السيطرة على جميع الملفات التي من شأنها أن تدر أرباحاً اقتصادية في سوريا، بما فيها المواد الخام، وملف إعادة الإعمار والسياحة، وهذه كلها متركزة بشكل أساسي في مناطق الساحل السوري وفي المناطق الأثرية”، متابعاً: “تحاول روسيا إبقاء إيران بعيدة عن المدينة القديمة لأنّ المجموعات المسلحة سرقت الآثار وهربتها عبر لبنان”. ونظراً إلى أنّ المدينة خاضعة لسيطرة روسيا، اعتبر علوان أنّها “تسعى إلى الحؤول دون حصول عمليات مماثلة لتفادي توجيه اتهامات لها على هذا المستوى”. لقراءة المقال كاملاً على “المونيتور”
.lebanon24.