تسوية أم تعقيد.. هل يعتذر الحريري؟
ربما، لا يزال مبكرا الحديث عن قيام الرئيس سعد الحريري بالاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة، اذ ان هذه الخطوة قد تؤدي الى اضرار كبرى على حالته السياسية، لا بل على استمراريته بالحياة السياسية ككل.
تقول مصادر مطلعة انه “لو كانت الظروف الاقليمية مختلفة عما هي عليه اليوم، وكان الحريري في وضع مختلف ، لكان استقال من دون اي تردد، اذ ان حجم الضغط والاحراج الذي يتعرض له كبير جداً”.
وبحسب المصادر فان” استقالة الحريري او دفعه اليها، ليست ناضجة بعد، بعكس ما اوحى بعض السياسيين في تغريداتهم امس، اذ ان القوى الداخلية والاقليمية الفاعلة لم تحسم بعد ، ما اذا ان كانت تريد الحياة السياسية في لبنان من دون الحريري، ولم تحسم ايضا شكل التسوية المتوقعة”.
وتقول المصادر” ان وساطات جدية تحصل بين الحريري والرياض من دون ان تؤدي حتى الساعة الى نتائج ايجابية، لكن السؤال، هل من مصلحة السعودية انهاء الحياة السياسية للحريري؟ وهل هي قادرة اليوم على نقل القاعدة الشعبية لتيار المستقبل الى شخصية سياسية اخرى تدعمها؟ ام ان مثل هذه الخطوة ستزيد التشظي في الساحة السنية؟”
كلها اسئلة، قد تنقذ الحريري في لحظة سياسية معينة، خصوصا ان خصومه التقليديين ليسوا ضده بل يؤيدون استمراره برئاسة الحكومة.
لكن المصادر رأت “في ما سرب عن برنامج لقاءات وزير الخارجية الفرنسي في بيروت، ضربة الحريري، اذ ان لودريان سيزور، وفق المعطيات المتوفرة، رئيسي الجمهورية والنواب فقط من دون ان يزور الرئيس المكلف وهذا قد يعتبر رسالة قاسية للغاية تجاه بيت الوسط من الدولة الاكثر تبنياً ودعماً له في الاشهر الماضية، رغم التسريبات اللاحقة عن تعديل في جدول لقاءات لودريان ليشمل الحريري وآخرين.
وتلفت المصادر الى ان الوضع الحالي ليس وضعاً سياسياً سليما للحريري، لذا فإن تلويحه عبر مقربين منه بالاعتذار لم يعد من الممكن ان يكون اداة ضغط فقط، فحزب الله الذي كان يفضل الحريري للحفاظ على الاستقرار قد يجد ضالته في تسوية اقليمية تؤمن له هذا الجو، اما الرئيس عون فلا يمانع بأي شخصية مكان الحريري، وبالتالي على من يضغط الحريري؟
وتضيف المصادر ان اعتذار الحريري قد يكون خيارا واقعيا في حال استمرت الضغوط الاقليمية عليه، وفي حال لم يشمله الزائر الفرنسي بلقاءاته، لكن هذا الاعتذار في هذا التوقيت بالذات قد لا يكون مؤشرا للتسوية بل لزيادة التعقيدات ريثما تنضج المحادثات الاقليمية
Lebanon 24