لبنان نحو المجهول… و”حزب الله” صوب التحدي الأصعب
فيما يتقلب لبنان بين أزمة وأخرى وينحدر نزولا نحو هاوية لا قعر لها، لا تزال تتحكم بمصير شعبه طبقة حاكمة متسلطة لم تنفع معها ثورة شعبية عارمة ولا تشفعت لها كارثة إنفجار المرفأ. أما الخارج فلا ينظر للبلد الصغير سوى من زاوية المصالح في لعبة الامم.
بات واضحا تدويل تشكيل الحكومة مع دخول إيران، وإن عبر النافذة الفرنسية، فعقبة وزارة المالية تعتبر في جوهرها أكبر من مطالبة الثنائي الشيعي بالتوقيع الثالث والسبب الاطاحة بالتوزانات والاشكات التي حكمت الحياة السياسية منذ مؤتمر الدوحة وحتى الآن بل العودة إلى إتفاق الطائف.
في سياق إنقاذ المبادرة الفرنسية عمد ايمانويل ماكرون الى توسيع رقعة المعالجة من خلال الاتصالات المكثفة مع العواصم المعنية بالشأن اللبناني، فإصطدم بالإنكفاء السعودي كما بالامتناع الايراني والرغبة بالتفاوض مع واشنطن مباشرة ، ول المعطيات تشير إلى عدم استعداد إيران برمي الورقة اللبنانية حتى موعد المفاوضات مع الجانب الأميركي.
بالمقابل، تبدي الإدارة الأميركية تصلبا واضحا تجاه الازمة اللبنانية. فمن زاوية العقوبات الاقتصادية استطاعت إدارة ترامب فرض وقائع بات من الصعب تجاوزها ما يصيب حلفاء الحزب بالدرجة الأولى.
معركة الحفاظ على المكتسبات، يخوضها “حزب الله” بما يتجاوز البعد المحلي وتعقيدات المشهد في لبنان، ويعتبرها عاملا وجوديا. من هنا عمد الى رفع السقف من خلال موقف كتلة “الوفاء للمقاومة” المتمسك بتسمية الوزراء الشيعة وهو يتجاوز الموقف بأشواط عند انطلاق المبادرة الفرنسية.
انطلاقا من ذلك، يؤكد متابعون بأن “حزب الله” يخوض التحدي الأصعب منذ تأسيسه والمتمثل بفقدان الغطاء الشرعي أمام إصرار الرئيس المكلف على المداورة كمدخل لإعادة النظر في كل الواقع السياسي.
بغض النظر عن قدرة “حزب الله” على الانغلاق على بيئته المذهبية، وفي ذلك خيار قاتل، فإن التصلب الإقليمي وعدم رغبة الأطراف المعنية بفسحة انفراجات يدفع بلبنان نحو المجهول بما في ذلك ظهور السلاح المتفلت والرصاص الطائش.
المصدر: خاص “لبنان 24”