عودة كورونا… ولكن بلا خطة وقائية!
كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
هل يهزّ وباء كورونا الأمن الصحّي المهزوز أصلاً؟ أو أنّ عبوره مجدّداً سيكون أقلّ خطورة من السابق؟ بالطبع لن يكون سهلاً هذه المرة، فالأزمة الصحيّة اليوم أكثر تدهوراً من السابق. فكيف ستحارب المستشفيات والناس الوباء العائد بعد غياب؟ عاد الوباء ليفرض نفسه حملاً ثقيلاً على يوميات الناس، ظنّوا أنّ موجاته ولّت إلى غير رجعة، والمعاناة اختفت، إلا أنّ الموجة الجديدة أرخت بثقلها على حياتهم في عزّ الصيف، بدأت تصطادهم يوماً بعد آخر، في حين لم يرشح عن وزارة الصحة أي تحذير رسمي، أبقت الأمور متروكة. ما كاد البلد يتنفّس الصعداء حتى باغتته الموجة الجديدة، وقد أطلّت برأسها في توقيت اقتصادي ومالي واجتماعي خطير للغاية، يصعب حتى شراء دواء فكيف بكلفة فاتورة المستشفيات؟ فهل الكل جاهز لموجة جديدة من الوباء، أم سيتعامل الناس معه بحلّته الجديدة على أنه «رشح عادي، ويمضون في حياتهم»؟ وماذا عن جهوزية المستشفيات مع بدء تسجيل أصابات بعوارض قاسية وجديدة؟ كل المعطيات الطبّية تشير الى بدء موجة انتشار جديدة للوباء، الا أنّه لا احصاءات حول الأعداد، فالناس تلجأ إلى الفحص السريع، لم يعد الـpcr وجهتهم كما السابق، وهذا يعتّم نسبياً على أعداد الإصابات. مستشفيات النبطية، كما كل مستشفيات لبنان أقفلت أقسام «كورونا» بعد نهاية مواسم العذابات الماضية، غير أنّ الأمور قد تدفع نحو اعادة فتحها أو اعتماد غرف عزل إن لزم الأمر.
مصادر في وزارة الصحة أكدت عودة الوباء إلى لبنان، وأن الأعداد تتزايد يوماً بعد آخر، نتيجة أعداد السياح الكبيرة والحديث عن موجة جديدة من «كورونا» تجتاح العالم. وتلفت المصادر إلى أنّه لا خطة وقائية حتى الساعة، لكن الكل يترقّب بعين الحذر تداعيات الموجة الجديدة، حيث تحذر منظمة الصحة العالمية من أنها ستكون شديدة الخطورة.
ما كان في حسبان «سليمة» أن تكون العوارض التي أصابتها من ألم شديد في الرأس وأوجاع في الظهر ودوخة وغيرها نتيجة «كورونا»، إلى أن أجرت الفحص السريع لتظهر اصابتها بالوباء. ليست «سليمة» وحدها من أصيب بـ»كورونا»، بل كثر غيرها من دون معرفة مصدر العدوى. تقول إنها عاشت أياماً صعبة، والآلام المبرحة لم تفارقها، وإنّ «كورونا» بنسختها الجديدة قاسية جداً بعوارضها التي قد لا يتحمّلها كثر. جديد عوارض نسخة آب 2023: دوخة شديدة وعدم القدرة على لمس الجسد من شدّة الوجع.
فيما تصرخ المستشفيات من عجزها عن توفير الطبابة، ومن نقص في المستلزمات الطبية، جاءت موجة «كورونا» لتزيد الطين بلة، المفارقة أنّ أدوية العلاج متوافرة، ولكن لمن استطاع اليها سبيلاً نظراً إلى ارتفاع أسعار الأدوية، ما سيدفع الناس، كما السابق نحو العلاجات البديلة كالزهورات والأعشاب الطبية، والأكل القروي القديم، تفادياً لشرائها.
لا يخفي مدير مستشفى نبيه بري الجامعي الدكتور حسن وزني بدء تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات، غير أنه يؤكد أنّ الوضع تحت السيطرة، لافتاً إلى أنّ قسم الكورونا في المستشفى ما زال جاهزاً، إلا أنه يستبعد تطور الحالات، أو تفاقم الأعراض، واصفاً أعراض الموجة الحالية «بالكريب القوي» ومعظم الإصابات تخضع لعلاج منزلي، وأن لا تخوّف من الموجة الحالية، التي يعيدها الى الطقس والمتغيرات المناخية. ويشير إلى أن كلفة علاج «كورونا» مثل كلفة علاج أي التهاب، أي مقبولة، وأن المصابين الجدد يعالجون في المنزل.
ولكن السؤال: هل المواطن جاهز لموجة جديدة من «كوفيد»؟ وماذا عن الموسم السياحي والاصطيافي؟ المؤكد أن الأمور ستسير على ما يرام، ولن يكون هناك إحصاء دقيق للاصابات، الا اذا استدعت الدخول إلى المستشفى، حينها سيعاد النظر في الموجة الجديدة.