الى الطلاب والأهالي والأساتذة… اليكم كل ما يجب ان تعرفوه عن الامتحانات الرسمية
مرّ القطاع التربويّ في لبنان ولا يزال بصعوبات غير مسبوقة نتجت عن الواقع الاقتصادي الذي فرضته الأزمة اللبنانية وعن الواقع الصحيّ الذي سبق وفرضته جائحة “كورونا”.
والارباك الذي طرأ على المدارس الرسمية والخاصة في لبنان وضع الاهالي، التلاميذ، الادارات والاساتذة في حالة من الضياع على الرغم من محاولات وزارة التربية والتعليم العالي المستمرة، لمواكبة التحديات وطرح الحلول الملائمة لها.
أمام هذا الواقع، تكثر علامات الاستفهام حول الامتحانات الرسمية للشهادتين المتوسطة والثانوية العامة، فماذا عن التحضير لها؟ وما هي ابرز التفاصيل التي يجب ان يعرفها الاساتذة والتلاميذ والاهالي؟
تقليص للايام وللمنهاج
في هذا الاطار وفي حديث عبر “لبنان 24” قال المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الأشقر ان “الامتحانات الرسمية التي سبق وتم الاعلان عن مواعيدها ستحصل وفقا للأجندة الزمنية المحددة لها دون ادنى شك، والتجهيزات اللوجستية لهذه الامتحانات سبق وانطلقت في الدوائر الخاصة بها في وزارة التربية منذ منتصف شهر شباط الفائت.لذلك، نؤكد ان لا عوائق لوجستية او ادارية امام اجراء الامتحانات الرسمية لمرحلة الشهادة المتوسطة وشهادة الثانوية العامة، والمواعيد التي تم الاعلان عنها تشير الى ان عدد ايام الامتحانات للشهادتين تم تقليصه، فالشهادة المتوسطة ستقتصر ايام امتحاناتها على يومين، في حين ستوزع امتحانات شهادة الثانوية العامة على 3 أيام”.
واضاف ” تعد وزارة التربية خلال هذه السنة ومواكبة للواقع الاستثنائي الذي مرّ به التعليم في لبنان بشقيه الرسمي والخاص خلال السنوات الاخيرة ، خطة يمكن اعتبارها نوعا من الاستجابة لما آلت اليه ظروف التعليم في لبنان.
والخطة تقضي اولا بتقليص المنهج التربوي، والمناهج المُقلصة تم الاعلان عنها وتحديدها عبر الصفحة الرسمية التابعة للمركز التربوي للبحوث والانماء، وبطبيعة الأحوال جاءت عملية التقليص بعد دراسة علمية تهدف الى المحافظة على شمولية المنهاج التربوي قدر المستطاع.
وفي السياق عينه، قررت الوزارة توزيع المواد بين اختيارية والزامية في الشهادتين، وهذا تدبير لجأت اليه وزارة التربية أكثر من مرة في لبنان، استجابة للظروف التي تمرّ بها البلاد ولواقع التلاميذ والعام الدراسي بشكل عام، وبالتالي، ستؤدي هذه الخطوة الى توزيع رُزمتين من المواد على التلاميذ، الاولى الزامية والثانية اختيارية يمكن لهم ان يختاروا من ضمنها”.
خطة استيعابية للتلاميذ والاهالي والأساتذة
وفي السياق عينه، اشار الأشقر الى ان “وزارة التربية على تماس يومي مع الاهل والتلاميذ والاساتذة، لذلك، وبناء على الاحتياجات التي تم تحديدها وعلى الهواجس المحقة التي يعيشها كل طرف من الاطراف المذكورة، تقوم الوزارة وبمتابعة من الوزير عباس الحلبي بوضع خطة خاصة للأساتذة الذين سيقومون بالاشراف على الامتحانات الرسمية ، اكان لناحية المراقبة او التصليح، والخطة ترتكز على نقطتين اساسيتين الاولى تأمين بدل نقل كاف وواف، والثانية تتمثل في تأمين بدل انتاجية يفي الاساتذة حقهم ويكون على قدر تطلعاتهم في ظل الظروف الصعبة جدا التي يمرون بها.
اما على صعيد الاهالي والتلاميذ فاننا نعرف تماما الاوضاع الدقيقة التي يمرون بها، وصعوبة التنقل التي يعاني منها الجميع، لذلك سيتم توزيع التلاميذ لاجراء الامتحانات ضمن نطاق قضائهم مع الاخذ بعين الاعتبار مفهوم الدائرة الضيقة ضمن القضاء، وبالتالي لن يتكبد الاهالي الكثير من التكاليف حتى يتمكنوا من اصطحاب ابنائهم الى مراكز الامتحانات الرسمية.”
لسنا في المرحلة الذهبية لكننا سنصمد ونستمر
وعن واقع التربية والتعليم في لبنان لاسيما بعد ما مرّ فيه القطاع بفعل كورونا وبفعل التدهور الاقتصادي والاضرابات المتتالية، رأى الأشقر ان ” الظروف دقيقة وغير اعتيادية، وما مرّ به القطاع التربوي في لبنان بشقيه الرسمي والخاص لا يحسد عليه، لذلك لا بد من توجيه التحية لكل العاملين في هذا القطاع لاسيما الاساتذة في مختلف المراحل التعليمية الذين لم يبخلوا في تقديم مجهود استثنائي على الرغم من الصعوبة الكبيرة التي تتخللها عملية تأمين حقوقهم ومطالبهم المحقة.”
وأردف ” القطاع التعليمي بشكل عام في لبنان يمر بمرحلة استثنائية جدا، لذلك من الطبيعي القول اننا لسنا في المرحلة الذهبية للتعليم في لبنان، لكننا مصرون على الاستمرار وعلى الصمود وهذا ما نقوم به حاليا، وعندما نقول ان القطاع التربوي يمرّ بمرحلة استثنائية، نقصد القطاع بشقيه الخاص والعام، فالمدارس الخاصة وعلى الرغم من تأمينها حوالي الـ100 يوم من التعليم الفعلي الا انها لم تتمكن من انهاء أكثر من60% من متطلبات المنهج التربوي، والمدارس الرسمية مع كل الاشكالات التي مرّت بها تمكنت حتى الساعة من انهاء 37% من المنهج التربوي.
لذلك، لا يمكن اعتماد التعميم في مقاربة الفوارق بين التعليم الخاص والرسمي في لبنان، اذ انه وفي الشقين هناك مجموعة مدارس تمكنت من تجاوز مفاعيل الازمة لعدة اسباب، في حين ان هناك مدارس في التعليم الخاص والرسمي تأثرت بشكل مباشر واكبر ما ادى الى تعثرها وتعثر تلامذتها”.
وختم الِأشقر مشيرا الى ان “الحفاظ على نوعية التعليم اكان خلال العام الدراسي او في الامتحانات الرسمية، كما الاستثمار بالرأسمال البشري عبر التعليم، هو هدف مطلق لنا، لذلك لن نستسلم وسنسعى دائما لتعزيز التربية والتعليم وتحدي الصعوبات الكثيرة التي تواجه القطاع”.
مواعيد الامتحانات الرسمية
وكانت وزارة التربية والتعليم العالي قد اعلنت عن مواعيد إجراء الإمتحانات الرسمية.
وأشارت الى ان “امتحانات الشّهادة المتوسّطة – البريفيه لدورة العام 2023 العاديّة، ستُجرى يومَي الخميس 6 تمّوز والسّبت 8 تمّوز. أمّا امتحانات شهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة، فستُجرى أيّام الإثنين 10 تمّوز والثلاثاء 11 تمّوز والخميس 13 تمّوز”.
كما حُدّدت امتحانات شهادات التعليم المهني والتقني، في 19 و20 حزيران، وشهادة الإمتياز الفنّي وشهادة المشرف المهني في 21 و22 حزيران، وشهادة البكالوريا الفنية في 24 و26 حزيران.