اليوم الوطني للتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية.. فسحة امل لغد أفضل
22 نيسان، اليوم الوطني للتلامذة ذوي الصعوبات التعلمية. منذ 12 سنة، انطلقت رحلة دمج الاطفال ذوي الصعوبات التعلمية تحت شعار “الدَّمْجُ حقٌّ وليسَ شفقة”، مع مجتمع كان يرفضهم أو يعتبرهم مختلفين عنه.
رحلة شاقة قطعها مؤسّس مركز Skild للصعوبات التعلّمية دكتور نبيل قسطه في مسعى لتأمين حقوق هؤلاء الطلاب في التعلّم والعمل والانخراط في المجتمع، ما ادى الى بناء جيل من الشباب قادر على الاندماج في مجتمعه وفي مدرسته وفي جامعته ومن بعدها في سوق العمل.
يشير قسطه في حديث عبر “لبنان 24” الى ان بداية المشوار منذ 12 سنة كانت مع تكوين مجتمع واع لهذه الفئة من الاطفال ولحاجاتهم وزرع الأمل في نفوسهم وفي نفوس أهلهم لمساعدتهم على تخطي هذه المشكلة التعليمية، والاندماج في المجتمع المحيط بهم وتحويلهم الى مواطنين منتجين، مشدداً على ان الانطلاقة كانت من عند الأهل الذي عليهم في البداية تقبل فكرة اختلاف طفلهم، وعدم انكار الواقع، بل العمل على توجيههم ومساعدتهم في التأقلم مع الواقع أولاً، ومن ثم التعاون المدرسة في حال اكتشفت هذا الأمر عند الطفل.
المدرسة حجر الاساس
ومن هنا يأتي دور المدرسة، والذي يعتبر الأهم في حياة هذه الأطفال، لأنها الحجر الاساس في دمجهم في المجتمع، يقول قسطه، من أجل مساعدتهم على اكمال علمهم، مثنياً في هذا الاطار، على الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة التربية في هذا المجال، لا سيما لناحية تسهيل تقدّمهم الى الامتحانات الرسمية، من خلال اعطائهم وقتاً اضافيّاً اطول في الامتحان”.
وفي هذا السياق، تشير السيدة نيكول معلوف، والدة الطفل جورج الذي يعاني من صعوبات تعلمية، الى ان وضع ابنها في احدى مدارس بيروت، أكثر من جيد، كما ان تعاطي الاساتذة داخل الصف مع هكذا حالات من الاطفال، هو اكثر من ممتاز، هذا فضلاً عن تعريف زملائه في الصف على وضعه، وحثهم على مساعدته والوقوف الى جانبه في اثناء التعلم ، ما يعطي الطفل ثقة أكبر بنفسه وبقدراته، كما يؤكد للتلاميذ الآخرين ان الاطفال الذين يعانون من هذا النوع من المشاكل التي يعاني منها جورج لا يختلفون عنهم بشيء.
من المدرسة الى الجامعة
أما في الصفوف الجامعية، فلا يختلف الأمر على الاطلاق، حيث كان هناك اجماع من الاهالي الذين التقيناهم،على ان العمل الذي حصل في المدرسة مع الاطفال ذوي الصعوبات التعلمية، سينتقل مع الاطفال الى الجامعة، حيث هناك تعاون اكبر معهم، لا سيما وان الجيل الشاب بات اكثر انفتاحاً على هذه الأمور.
ومن هنا، أثنى الدكتور قسطه على تعاون جامعة سيدة اللويزة، مع هكذا حالات، واصرارها على دمجهم في صفوفها وتقديم الشهادات الجامعية لهم مما يخولهم الانخراط في سوق العمل بشكل أسرع.
سوق العمل مقفل
ولعل المواجهة الأولى للطالب، بعد الخروج من حضن المدرسة والجامعة، تكون في سوق العمل حيث تجري المؤسسة سلسلة اجتماعات مع كبار رجال الأعمال لتأمين الوظائف المهمة لهم، على حد تعبير قسطه.
وفي هذا الاطار، أشارت نور، والدة أحد الأطفال، الذين يعانون من صعوبات تعلمية، ان دمجهم بطريقة صحيحة في المدرسة، ساعد على حسن سير عملهم ونجاحهم في وظيفتهم.
ومن هنا يؤكد قسطه ان شعار هذا العام “العمل لكل انسان حق مش احسان” يهدف الى ايجاد وظائف لمن تخرّج من الجامعة، مشدداً على كل المؤسسات وارباب العمل قادرون على توظيف ذوي الصعوبات التعليمية ، وجل ما يحتاجه الأمر هو القليل من التضحية والتعاون مع بعضنا البعض “حتى نؤمّن لهم وظيفة، ففي كل مؤسسة او شركة هناك مكان للجميع ولكل التخصصات، وهذا سيكون مصدر مساعد للشركة لا مصدر ارباك لها على الاطلاق.”
وختم قسطه بالقول: في اليوم الوطني لذوي الصعوبات التعلمية، لا يسعنا الا الى الدفع لانخراط هؤلاء الاشخاص في المجتمع خصوصاً وان هذا الأمر يزيدنا رقياً، وتقدماً اجتماعياً على الصعد كافة، مشيراً الى انه يعمل مع عدد من الكتل على الدفع باتجاه تطبيق اصدار المراسيم التنظيمية التي ترعى العمل وفق القانون 220/2000 الذي يجبر الشركات على توظيف 3 بالمئة من موظفيها من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويبقى الأمل في ان يصبح المجتمع حاضراً لاستيعاب ذوي الصعوبات التعلمية، والمساعدة على انجاح هذا الجيل من الاطفال، كونهم المستقبل الذي يجب ان يبنى عليه.