معلومات مشوّقة عن مساجد بيروت.. إليكم ما لا تعرفونه عن جامع محمد الأمين!
استطاعت مساجد وسط بيروت التاريخية أن تضيء ليالي العاصمة اللبنانية خلال شهر رمضان هذا العام، بعد عتمة فرضتها الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تمر على البلاد وعاصمتها وتحديدا وسطها التجاري.
وتزينت مساجد الوسط “التاريخية” بالأنوار المشعة لاستقبال المصلين الذين يتوجهون لها لأداء صلاة التراويح في ليالي رمضان من مختلف المناطق اللبنانية.
وتختلف مساجد قلب بيروت عن غيرها من المساجد في مناطق العاصمة، نظراً لعمرها التاريخي وهندستها المعمارية المملوكية والعثمانية تاليا.
ما مدى أهمية هذه المساجد من حيث العمران والهندسة؟
قالت المهندسة المتخصصة في العمارة التراثية، رنا دبيسي لموقع “سكاي نيوز عربية” إن مساجد وسط بيروت “تتميز بقدمها وبالطراز المملوكي والعثماني وفي طليعتها تاريخياً الجامع العمري الكبير ومسجد الأمير منصور عساف المملوكي ومسجد الأمير منذر ومسجد المجيدية، ويزينها مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، وهو أحدثها وأكبرها، على الإطلاق، وبناهُ الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
كذلك، فقد أشارت دبيسي إلى أن “مسجد الأمين يتميز بالهندسة المعمارية العثمانية لاسيما مآذنه الـ4، ويقع على أرض زاوية أبو النصر اليافي”.
وفي سياق حديثها، أوردت دبيسي سلسلة من المعلومات عن جامع محمد الأمين وهي على النحو التالي:
– يعتبر من أضخم مساجد لبنان ويتسع لنحو 6000 مصل ويمتاز بالطراز العثماني وبقببه الزرقاء.
– تأسس المسجد في بداية الأمر كزاوية صوفية في القرن الثامن عشر حملت اسم “زاوية الشيخ محمد أبو النصر” حيث منح السلطان العثماني عبد المجيد (1839-1861) قطعة أرض للشيخ تقديراً لجهوده الدينية لينشئ ابو النصر زاوية للتعبد والتعليم الديني وإقامة الأذكار الصوفية.
– لاحقاً، قام الشيخ بتحويل الزاوية إلى جامع صغير حمل اسم “محمد الأمين” نسبة لرسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
– في منتصف القرن العشرين برزت فكرة توسيع الجامع وجمعت التبرعات لهذا الغرض إلا أن الحرب الأهلية في البلاد أجلت المشروع لأجل غير مسمى، وفي العام 2002 وضع حجر أساس بناء المسجد الحالي على أنقاض المسجد القديم رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.
– تبلغ مساحة بناء المسجد الإجمالية 10700 متر مربع موزعة على 4 طبقات تزينه قباب طليت باللون الأزرق اللازوردي و4 مآذن يمكن رؤيتها من عدة مناطق في بيروت.
– صمم المسجد على الطراز العثماني أما المساجد الباقية ففيها تفاصيل مملوكية وطابع عثماني.
– المسجد يشبه إلى حد كبير الجامع الأزرق في مدينة إسطنبول التركية ويتميز بالزخارف والتفاصيل المعمارية وفق الطابع المملوكي و زينت أسقفه بثريات ضخمة من الكريستال.
– يقع المسجد بالقرب ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ساحة الشهداء – وسط بيروت.
بيروت من أقدم المدن
وأشارت دبيسي إلى أنّ بيروت “تعتبر من أقدم المدن، وما يميزها تلك الحضارات المتعاقبة عليها وهذا ينطبق ايضا على دور العبادة فيها”.
وأضافت: “تعرف مساجد بيروت بمقاييسها الصغيرة باستثناء مسجد محمد الأمين. من أقدم المساجد في لبنان الجامع العمري الكبير ويقع وسط بيروت، وكان سابقاً معبداً رومانياً بنيت على أطلاله كنيسة في عام 1110 تحت اسم كنيسة يوحنا المعمدان”.
وأردفت: “حوّل السلطان صلاح الدين الأيوبي في عام 1180 هذه الكنيسة إلى مسجد أطلق عليه اسم المسجد العمري الكبير، كما سمي أيضاً بجامع فتوح الإسلام ومن ثم تحول إلى كاتدرائية ومن ثم في عهد المماليك صار مسجداً وأضيفت إليه مئذنة ومنبر”. (سكاي نيوز عربية)