الشمال يستقبل “فرح”.. بفرح
كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
البرودة في الطقس انعكست برودة على الأوضاع السياسية ولم يحرّك جمود البلد إلا العاصفة «فرح» وقد شعر اللبنانيون معها بموسم الشتاء هذه السنة، كونها العاصفة الأولى وسترتاح ليوم واحد على أن تتبعها عاصفة أخرى يوم السبت المقبل، بحسب معلومات الأرصاد. وتساقطت الثلوج على علو 1200 متر، وسط توقعات بأن تلامس الـ700 متر، على أن تنحسر العاصفة بشكل كامل بعد ظهر اليوم مخلّفة وراءها البرد والصقيع.
وأتت «فرح» إلى اللبنانيين «اسماً على مسمى»، وقد انتظرها الناس ومحبّو الشتاء وطقوسه بفارغ الصبر، لأنّ شهري كانون الأول وكانون الثاني مرّا وكأنهما أشهر صيف فخسر لبنان كمّية كبيرة من المياه عن الأعوام الماضية. وارتدت القرى والمناطق الشمالية على علو 1000 متر وما فوق الرداء الأبيض حيث وصلت سماكة الثلوج إلى ما فوق العشرين سنتمتراً. واستقبل الأهالي العاصفة «فرح» بكل فرح، لأنها تحمل معها الزائر الأبيض الذي انتظروه طويلاً هذه السنة، حيث بيّضها كانون الثاني في آخر يوم من أيامه وافتتحها شباط أيضاً بالبياض. وقصد بعض المواطنين من سكان المناطق الجبلية والداخلية في عكار والضنية من أصحاب السيارات المجهّزة ورباعية الدفع، مناطق الأعالي في الجرود كالقموعة في أعالي فنيدق، واستمتعوا بمناظر الثلج والتقطوا الصور.
أصحاب المطاعم والغرف الخشبية السياحية في عكار والضنية كانت فرحتهم بـ»فرح» هي الأكبر، لقد استبشروا خيراً بوصولها كونهم اعتمدوا على موسم الشتاء لتنشيط الحركة السياحية بعد صيفٍ مقبول نسبياً، لا سيّما وأنّ الثلوج هي العماد الأساسي للحركة السياحية في فصل الشتاء. وقال بلال البعريني، وهو صاحب مطعم وغرف خشبية في «القموعة – فنيدق» في عكار لـ»نداء الوطن»، إنّ «الثلوج تأخّرت كثيراً هذه السنة، ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي كانت سماكة طبقة الثلج فوق المتر ونصف هنا في القموعة على علو 1500 متر عن سطح البحر».
وأضاف: «نحن على استعداد تام لموسم الشتاء وأنجزنا كافة التحضيرات والتجهيزات المطلوبة لتأمين الراحة والخدمة الأفضل لزبائننا ولزوار المنطقة، بأسعار تنافسية تناسب قدرات الجميع في هذه الظروف، ونحن ننتظر زوار المنطقة ومحبّي الثلج ليتمتّعوا بهذا الجمال الطبيعي الذي تأخّر هذه السنة عن موعده».
للمرّة الأولى ربّما يفرح الناس بهبوب عاصفة- على الرغم من غياب الكهرباء وارتفاع أسعار وسائل التدفئة وقد فاقت قدرة فقراء هذه المناطق- لأسباب لعلّ أهمها: تأخّر الأمطار والثلوج لهذا الموسم، ولأنّ العاصفة تأتي لطيفة بجوّها فلا تحمل إلا الأمطار والثلوج من دون أي رياح عاتية كما في العواصف السابقة.