سوق العطور يعاني من الأزمة… بسبب “اللي طلعت ريحتن”!
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
عطرُكِ سيّدتي حافظي عليهِ ما أمكنكِ، ضعيه في الدرج وأحكمي الإغلاق… لا تحرّريه إلا عندما يحينُ وقتُ الاحتفالات والمناسبات الهامّة، لأن شراء آخرٍ لن يكون بالأمر السهل، ولا نتكلم هنا عن السعرِ فقط بل أيضا بالنسبة الى توفّره.
فالعطور في لبنان هي الاخرى أطاحَها دومينو الانهيار، وتحوّلت إلى خبرٍ ماضٍ لكثيرين، باستثناء من هم قادرونَ على دفعِ ثمنها، فالأسعار كلّها بطبيعة الحال بالدولار، فيما أولويات اللبنانيين تتزاحم على لوائح طويلة من المأكل والمشرب وفواتير الكهرباء والطبابة والتعليم إضافة إلى تكاليفِ التنقل.
في الفترة الأخيرة، وبسبب تراجعِ الطلبِ بشكلٍ كبير على العطور، مُني أصحاب الـparfumerie بخسائرَ كبيرة، فالعطورُ مكدّسة ولا من يشتري! الامر الذي دفع بكثرٍ من أصحابها إلى اتّباع سياسةٍ جديدةٍ: “منجيب بسّ عالطلب”. تسألونَ عن عطرٍ فلا تجدونه، تسألون عن ثانٍ وثالثٍ ورابعٍ وعاشرٍ فلا تجدون، والجوابُ واحد: سنحاولُ ان نؤمّن لكم العطرَ الذي تريدون ولكن بعد أسبوعٍ وبعدَ دفعِ ثمنه سلفًا.
أما الاغرب فهو اختفاءُ ما يُعرف بالـtesters من هذه المحلات، أي أنكم إذا رغبتُم بشراءِ هديةٍ لأحد أو بتغييرِ عطركم المفضّل، فلن تتمكنوا من أن تشتمّوه من خلال تلك الزجاجات الصغيرة، بل سيكونُ عليكم أن تشمّوا الرائحةَ سلفا على أحدهم وإلا “إنتو وحظّكم”!
ما سبقَ ذكرهُ أدى إلى انتشارِ الكثير من العطورِ المغشوشة في الأسواق، فتجدونَ صفحاتٍ على مواقع التواصل تسوّق لبعض الانواع وبنصف سعرها، مع عروضٍ مُبالغ بها، كمثلِ الحصول على عطرِ ثالث مجانيٍ عندما تشترونَ أي زجاجتين من الماركات العالمية المعروفة.
لذلك لا تقعوا في أفخاخِ هؤلاء، ولا تصدّقوا كلّ ما يُعرض ويٌقال لكم، وحاولوا أن تصمُدوا في هذه المرحلة السوداء بأقلّ أضرار مادية ممكنة… فالعطر بات رفاهية، مثله مثل الكثير من الامور التي اضطر البعض إلى الاستغناء عنها بسبب فسادِ سارقي هذه البلاد ممّن بالفعل “طلعت ريحتهم”….