ما يقوله علم النفس عن المجتمع اللبناني… وهكذا “نتعالج”
كتبت مريم حرب في موقع mtv:
قد لا يكون اليوم الأوّل من السنة الجديدة أفضل من سابقه. اللبنانيون يعيشون أزمات متلاحقة ولا بوادر انفراجات خصوصًا أن الستاتيكو السياسي على حاله ولا نيّة للحكّام بتحكيم الضمير والانتقال إلى الأفعال البناءة. إلّا أنّنا قادرون مع بداية 2023 أن نأخذ قراراً ونضع هدفًا يصنع فرقًا في محيطنا.
تشخّص الاختصاصية في علم النفس والمعالجة النفسيّة شارلوت الخليل ما يعيشه اللبناني من ضغط نفسي وعدم استقرار وعدم الشعور بالآخرين، نافيةً في حديث لموقع mtv أن يكون هذا الواقع مرتبطاً بالوضع الاقتصادي المتردي.
ونتيجة للتطوّرات والأحداث التي مرّت على لبنان في الأعوام الماضية، يعيش المجتمع اللبناني صدمة جماعية (Trauma Collective). وهنا تشير الخليل إلى أنّ “الضغط النفسي يؤدي إلى الشعور بالقلق والتوتر ويؤثر على النوم وعلى الصحة البدنيّة وردات الفعل والقدرة على التحمّل والعلاقات بين البشر وإنتاجية الفرد في عمله”، موضحةً أنّ هذه “العوارض مُعدية وقد تنتقل من شخص إلى آخر”.
في ظل هذا الوضع، تلعب قدرة الشخص على التحمّل دوراً أساسيًّا في الصمود. وتشرح الخليل: “لكل إنسان آلياته النفسية الدفاعية التي تساعده على تأمين الاستقرار وخلق توازن ما في حياته”.
هناك من يُحبَط، من يتململ… هناك من ينكر الواقع… من يكون أكثر واقعية في مقارباته ونظرته. تؤكّد الخليل أنّ لكل إنسان الحق بالتعامل مع الأزمة بالطريقة التي تُناسبه طالما أنه لا يؤذي نفسه ومحيطه، ومن حقّه التركيز على نفسه وعلى موارده الشخصية والاجتماعية والمادية ليتمكّن من الصمود”.
وكي لا نصل إلى كآبة جماعية، توصي الاختصاصية في علم النفس بالعناية الذاتية والترابط والإهتمام بمَن حولنا، قائلةً: “هناك أمور يُمكن التحكّم بها وقادرون على الإستفادة منها ولا تحتاج الى أموالٍ لتحقيقها، من أجل الترفيه والتخفيف من الضّغوط. ومن هذه الأمور، عادات بسيطة مثل الإبتعاد عن مسبّبات التوتّر وتجنّب التعرّض باستمرار للأخبار السيّئة والابتعاد عن الأحاديث السلبيّة، ومُحاولة اعتماد نظامٍ صحّي قوامه النوم جيّدًا ونظام غذائي متوازن مع روتين يوميّ يبعث الطاقة الإيجابيّة”.