بعيداً عن النيابة… ماذا يفعلون؟
كتبت مريم حرب في موقع mtv:
غيّرت السياسة في لبنان ولم تتغيّر. لم يعد المشهد في السنوات الثلاث الماضية على ما هو عليه. سياسيون علّقوا عملهم السياسي، آخرون اتخذوا قراراً بعدم خوض انتخابات 2022، وجوه جديدة دخلت المجلس النيابي، ونواب سابقون ترشّحوا لكنّهم لم يعودوا إلى ساحة النجمة. فأين هم من السياسة اليوم؟
لم يعد مصطفى علوش نائبًا عن طرابلس رغم ترشّحه في انتخابات 2022، ولا نائب رئيس تيار “المستقبل” الذي كان أحد مؤسسيه بعد أن علّق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عمله السياسي. إلّا أنّ علوش لم يترك السياسة وظلّ متابعًا لتطوّراتها وساعيًّا لتغيير المشهد اللبناني المأزوم. فهو يسعى، من خلال مشاركته في لقاءات واجتماعات إلى البحث في كيفية إعادة المجتمع السنّي إلى الحياة السياسية اللبنانية من خلال تفعيل دوره الوطنيّ. كذلك يعمل مع كثيرين على “رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان” على حدّ تعبيره، من خلال كونه الأمين العام للمجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني.
نسأل علوش عن اهتماماته وأعماله بعيداً عن النيابة، فيقول: “أنا اليوم أستاذ جامعي وباحث وقد أنهيت ماجستيراً في الفلسفة”.
ويشرّح الطبيب علوش لموقع mtv الواقع السياسي معتبراً أنّ المرض لا يدخل إلّا على الجسم الضعيف. وقال: “أكثر من اعتقدوا أنّهم محصّنون وطنيًّا تبيّن أنّ مناعتهم ضعيفة”.
ودعا علوش “القوى المعارضة للتوحّد حول رؤية واحدة وشعار واحد لمواجهة هيمنة “حزب الله” على القرار السياسي والعودة إلى الدستور”.
لم يتمكّن “القوات اللبنانية” من حصد 4 مقاعد في دائرة الشمال الثالثة في انتخابات أيار 2022، فرسب نائب بشري السابق جوزاف اسحق.
يُفضّل اسحق أن يُناديه الناس بـ”النقيب” اللقب الأحبّ على قلبه.
وفي حديث لموقع mtv، أكّد أن النيابة لم تُغيّر شيئًا في حياته، قائلًا: “كنت ولا أزال قريباً من أهلي وناسي وأتلقّى منهم المراجعات والشكاوى يوميًّا، وكان لي الشرف أنّي كنت نائباً عن بشري وأنّي مثلت أهلها في المجلس النيابي”.
وأضاف لموقعنا: “لا أزال موجوداً في كل مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية في منطقة بشري حتى وإن لم أحمل صفة النائب”.
ويُسدي اسحق “نواب التغيير” نصيحة، قائلًا: الوقت ليس للترف ولا للدلع السياسي، المشكلة الأساسية معروفة ومتمثلة بوجود “حزب الله” وتحكّمه بكل مفاصل الدولة “.
كما دعا إلى “التكامل كتغييريين وسياديين للوقوف في وجه سيطرة حزب الله على الدولة”. وأوضح أنّ الوضع في لبنان يُحتّم علينا مكافحة السلاح والفساد المستشري في الدولة.
وشدّد على أنّ “المهم اليوم إيصال رئيس للجمهورية سيادي وإصلاحي بصرف النظر عن اسمه لإنقاذ لبنان من دوامة الموت”.
مثل علوش واسحق كثيرون، خفّت إطلالاتهم الإعلاميّة ومواقفهم العلنيّة إلّا أنّ دورهم السياسي لم ينتهِ بانتهاء وكالتهم النيابيّة.