في “الأحد الكبير”: تمور وتحطيم صحون إبتهاجاً
كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
تعامل الطرابلسيون مع «الأحد الكبير»، يوم خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا وكأنّه يوم عيد؛ سيخرج فيه الناس لزيارة بعضهم البعض وربّما سيتبادلون المعايدات في ما بينهم.
كان في قصر بعبدا وجواره ضجّة وزحمة؛ وفي مدينة طرابلس هدوء ويوم عادي ككلّ أحد. فمن كان يعمل مارس عمله المعتاد، ومن اعتاد التعطيل عطّل كأي أحد من أي أسبوع. وكغيرهم من باقي المناطق، إنطلق مناصرو «التيار الوطني الحر» من طرابلس وعكار نحو بعبدا للمشاركة في وداع الرئيس، بيد أنّ فئة واسعة من أبناء الشمال في طرابلس، عكار، المنية، الضنية، تسمّرت أمام شاشات التلفزة باكراً لمتابعة الوقائع، ومن لم يستطع تشغيل جهاز تلفازه لجأ الى هاتفه المحمول لمتابعة القنوات التلفزيونية المحلية وصفحات التواصل الإجتماعي، لمواكبة آخر ظهور لرئيس الجمهورية المنتهية ولايته ميشال عون من قصر بعبدا وهو يغادره كرئيس سابق.
بالنسبة إلى كثيرين من أبناء المنطقة، هذه هي اللحظة المنتظرة منذ سنوات لعهد أبدع وتيّاره في محاربة طرابلس وعكّار. فمنذ ثورة 17 تشرين 2019 إلى اليوم، تضعضعت صورة «التيار الوطني الحر» وتهشّمت في طرابلس، ويرون أنّ المرحلة الجديدة يجب أن تكون لرئيس جديد يعيد الثقة بلبنان والأمل إلى اللبنانيين بدولتهم.
على صفحات التواصل الإجتماعي، تناقل الطرابلسيون تعابير الفرح بخروج عون من بعبدا، ولجأ بعضهم الى أسلوب التنكيت، فأطلق ناشطون هاشتاغ «#درب السدّ ما ـ يردّ» تعبيراً عن فرحهم في هذا اليوم وقد انتظروه طويلاً. وتناقلوا صوراً وفيديوات لنساء يكسرن الصحون لمناسبة رحيل عون، فيما تولّى عدد من التجّار وأصحاب المحلات في الأسواق الداخلية الشعبية، توزيع التمور احتفالاً بهذه المناسبة المنتظرة.
أصوات رشقات الرصاص كانت تسمع بين الفينة والأخرى وفي أكثر من منطقة طرابلسية احتفاءً بانتهاء العهد وخروج صاحبه من القصر. محافظ الشمال رمزي نهرا المحسوب على «التيار الوطنيّ الحرّ» كانت له حصّة من الهجوم بعد نشر صورة له وهو يشارك في مراسم وداع عون، وقد رأى البعض أنّ اللحظة حانت لخروج نهرا من سراي طرابلس بعد زوال الخيمة السياسية التي كانت تغطيه.
أنصار الرئيس نجيب ميقاتي كانت لهم فرحتهم أيضاً، وثمّة دور آخر لهم هو استثمار وسائل التواصل للحديث عن توقيع عون مرسوم استقالة الحكومة واعتباره «قراراً لا يقدّم ولا يؤخّر بالقانون، وليس أكثر من مادة إشكالية يريد طرحها لإثارة الجدل السياسي والفتنة وللتعطيل في مرحلة ما بعد ولايته».
التهليل فرحاً كان أيضاً حال أنصار تيار «المستقبل» في الشمال، بانتهاء العهد والتسوية الرئاسية التي أبرمها الرئيس سعد الحريري لايصال عون إلى الرئاسة. كذلك، كانت لافتة دعوة بعض خطباء الجمعة الناس الى أداء ركعتي شكر لله، لحظة خروج عون.
ويتمنّى رأيٌ عام واسع في طرابلس أن تكون نهاية عهد عون بداية لعهد جديد في البلد وألّا يحمل كل ما حمله عهده من خيبات وكوارث لم يعرف لبنان لها مثيلاً حتى في أيام المجاعة.