الترسيم مع اسرائيل… المفاوضات تتغلّب على السلاح!
كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
وقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون صباحا رسالة تحمل موافقة لبنان على مضمون الرسالة الاميركية عن نتائج المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية البحرية مع اسرائيل. من جهتها، وافقت الحكومة الاسرائيلية أيضاً على اتفاق الترسيم وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، الى أن “الاتفاق البحري مع لبنان إنجاز دبلوماسي واقتصادي”، معتبرا ان لبنان بذلك “اعترف بدولة إسرائيل”. منذ الإعلان عن الاتفاق، توسعت رقعت التساؤلات في لبنان حول جدوى سلاح “حزب الله” بعد ان دخلت المنطقة الحدودية فترة “هدنة” غير معلنة طويلة الامد بضمانة اميركية.
التيار: ردا على هذا السؤال، يقول عضو تكتل “لبنان القوي” النائب اسعد درغام لـ”المركزية” ان “الرئيس عون كان قد دعا في وقت سابق الى حوار لمناقشة قضية الاصلاح واللامركزية الادارية والاستراتيجية الدفاعية”، مشيرا الى ان “هذا الامر يتم بحثه من ضمن الخطة الاستراتيجية الدفاعية، واللبنانيون مجتمعون يتوافقون عليه ويحددون مصير هذا السلاح وكيفية استعماله ومرجعية قراره من ضمن حوار يجري بين كافة الأفرقاء”.
وعن الاعتراف باسرائيل من خلال هذا الاتفاق يجيب: “منذ اليوم الاول لم يكن هناك تفاوض مباشر ولا تمّ التوقيع على اتفاقية. هذه رسالة وقعها لبنان وستُرسَل الى الامم المتحدة وليس فيها على الاطلاق اي نوع من التطبيع او الاعتراف بإسرائيل”.
وأكد درغام ان اتفاق الترسيم “فرصة تاريخية وثروة طبيعية لكل لبنان. ومن المفترض ان يستفيد منها، واعتقد ان ليس في مصلحة احد ممارسة النكد السياسي الذي مورس في السنوات الماضية او بالاحرى نأمل ذلك، كي لا يتحول هذا الانجاز ايضا الى عبء. أتمنى ان يذهب بالاتجاه الصحيح ويستفيد منه كل اللبنانيين لأن أزمتنا الاقتصادية والمعيشية لا يمكن ان ينتشلنا منها إلا أمر كهذا الذي حصل اليوم”.
أما عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم فيؤكد لـ”المركزية” ان الترسيم لا يعني الاعتراف بدولة اسرائيل، لأن الاعتراف يكون فعلاً رسمياً”، مشيرا الى ان “لابيد يقصد الاعتراف بوجود اسرائيل، وهذه مسألة اصبحت كذلك من خلال عملية الترسيم، لأن الاتفاق تمّ بين جهتين وان كان هناك وسيط بينهما، وهذا يعني ان السلطة الحاكمة و”حزب الله”، الغطاء الحقيقي لهذه السلطة، أكد على أنه يتعاطى مع دولة كنا نعتبرها غير موجودة. من هذا المنطلق، عملية الوجود صحيحة، ولكن عملية الاعتراف بشكل رسمي فهذا الكلام غير صحيح”.
أما بالنسبة لسلاح حزب الله، فيجيب: “نعم جاءت هذه المسألة لتؤكد كلامنا الذي نقول فيه ان هذا السلاح لا قيمة له، لأنه يجلب المصائب والدمار للبنان وليس المكاسب. من هنا، ممكن ان تكون حلول لكل المشاكل الحدودية بالمفاوضات المباشرة او غير المباشرة. وللمرة الاولى نكسب شيئا من اسرائيل وذلك عبر المفاوضات. فلماذا لا تكون مفاوضات حتى مع سوريا لاسترداد أراضي مزارع شبعا وحقوقنا في النقاط التي حولها خلافات بين لبنان وسوريا، كما عملية ترسيم الحدود الشمالية البحرية. وهذا معناه ان المفاوضات تغلّبت على موضوع السلاح الاقليمي”.
وعن استفادة لبنان من النفط يقول كرم: “هذا له علاقة بالاكتشاف. اليوم هناك تفاؤل بأننا سنجد النفط، لكن قبل عملية الحفر لن نكون متأكدين بأننا نملك الغاز والنفط. والاستفادة من هذه الثروة يكون بالقوانين والدستور، من خلال إنشاء صندوق سيادي لبناني يكون الحاضن لهذه الثروة المتوقعة، لأن عدم إنشائه يعني ان السلطة ستعمل على الاستفادة والاستدانة عليه كي تنقذ نفسها. كتكتل الجمهورية القوية سنكون خلف هذا الملف حتى لا نسمح لهم بالاستدانة عليه وهدره حتى قبل استخراجه”.