السعودية.. لبنان ليس وحده ولا تسويات عليه
كتب وليد شقير في “أساس ميديا”:
دخول لبنان الفراغ الرئاسي بعد 10 أيام سيكون محطّ اهتمام العواصم المعنيّة بأوضاعه، مثلما سيكون شاغل بعض القوى السياسية التي يُتوقّع أن تبدأ حركة اتصالات سريعة بدءاً من الساعات الـ24 الأولى التي ستلي خروج الرئيس ميشال عون من القصر الرئاسي إلى منزله في الرابية، أي بدءاً من 1 تشرين الثاني.
هذا هو الانطباع الذي تشيعه دوائر خارجية، تتابع عن كثب الأزمة السياسية، وتجري اتصالاتها مع عدد من القيادات التي تشكّل مفتاحاً لأيّ انتقال من الفراغ إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ديناميّة جديدة في الإقليم بعد الترسيم؟
لا يستند إلى تلك الاتصالات وحدها توقّعُ الحراك الجدّي من أجل إنهاء الفراغ في ظلّ استمرار عجز كلّ من الفريقين المتقابلين في البرلمان عن ضمان أكثرية الثلثين لعقد جلسة انتخاب الرئيس، ولا الأكثرية المطلقة لأيّ مرشّح، إذ يتحدّث بعض الدبلوماسيين عن “دينامية” جديدة في لبنان والمنطقة مع إنجاز المفاوضات على ترسيم الحدود البحرية بوساطة أميركية. فسبب حصول الترسيم اقتصادي، وهذا الدافع المدعوم دولياً ينشئ حالة من الاستقرار الإقليمي، ولذلك ستكون المنطقة، وتحديداً المشرق العربي، ولبنان منها، مختلفة عمّا كانت عليه قبل الترسيم.
يأتي الترسيم في سياق التركيز على معالجة معضلة الطاقة التي ستكون الشغل الشاغل لدول الغرب في السنوات المقبلة، وخصوصاً في شرق البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يتطلّب قدراً عالياً من الهدوء والاستقرار تحت عنوان “السلام الاقتصادي”.
تذهب هذه الدوائر إلى حدّ الإشارة إلى تغييرات حصلت في العراق بانتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة، وإلى تغييرات في إيران جرّاء انتفاضة النساء بعد مقتل مهسا أميني، وإلى ما ستنتجه الانتخابات الإسرائيلية التي تأتي بعد اتفاق الترسيم الذي لن تتراجع عنه أيّ حكومة تأتي نتيجة هذه الانتخابات.