بوصعب يكشف عن مضمون المكالمة الهاتفية بين بايدن وعون وعن تسلم لبنان رسالة من قبرص لإعادة التفاوض حول الترسيم البحري
كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب عن “الموعد المنتظر لإنجاز اتفاقية الترسيم، وعن الألية التي سيتم فيها التوقيع على الاتفاق”، مشيرا الى أن “الذكاء في هذا الاتفاق نابع من فهم الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين، الوضع اللبناني وعدم القدرة على إبرام معاهدة دولية مع اسرائيل لكونها عدوا للبنان، وهو أخذ هذ الأمر بعين الاعتبار، ووجد طريقة خلاقة من خلال إبرام اتفاق بين اميركا وكل من اسرائيل ولبنان يحدّد النقاط التي تم التوافق حولها”. ولفت الى ان “هذه النقاط التي أدرجتها الولايات المتحدة في رسالة سترسلها لكل من لبنان وإسرائيل، وسيرد لبنان بالموافقة الخطية على مضمون الرسالة، وكذلك ترد إسرائيل بالطريقة نفسها”.
وذكر أن “تسليم الرسائل قد يحصل في 26 أو27 من الشهر الحالي تحت علم الأمم المتحدة في الناقورة”، وعن الجانب اللبناني الذي سيوقع على هذا الرسالة أجاب بو صعب، إن “هذا القرار يتخذه رئيس الجمهورية وهو سيختار الفريق الذي سيذهب الى الناقورة لتسليم الرسالة”.
وأفاد بو صعب بأن “الاتصال الذي جرى بين بايدن وعون، كان مهما ومطولا، تطرق فيه الرئيس الأميركي الى المرحلة المقبلة ووعد بأن الجانب الأميركي سيكون حريصا على ضمان احترام الجانب الإسرائيلي للاتفاقية الموقعة، وأكثر من ذلك، أن هذا الاتفاق سيفتح امام لبنان أفقا جديدا من الاستثمارات الأجنبية التي تخلق فرص عمل للبنانيين، كما حُكي بأمور أكثر منذ ذلك بكثير”.
في هذا السياق، أوضح أن “صحيح أن الاتفاقية هي الأساس، ولكن هناك ما وراء الاتفاقية، وما هو متعلق باستخراج الغاز والانفتاح، وسنرى الاثنين او الثلاثاء بياناً من مجلس الأمن يرحب فيه بما تم إنجازه، ويؤكد انها فرصة أمل للبنانيين ولاقتصادهم وازدهارهم”. ونوّه بـ”الأولوية التي أعطاها بايدن لهذا الاتفاق والجهد الكبير الذي بذله في هذا الإطار، وبطريقة التفاوض التي اعتمدها هوكشتاين على قاعدة لا رابح ولا خاسر، إنما التركيز على ما يمكن ان يكسبه كل جانب لمصلحة بلده”.
واعتبر بو صعب أن “البديل عن هذا الاتفاق كان يمكن ان يكون الحرب أو التصعيد، وتهديد نتانياهو بإلغاء الاتفاق في حال فوزه في الانتخابات هو كلام انتخابي، وأن اي اخلال بالاتفاق سيكون موجها ضد الولايات المتحدة ومصداقيتها امام العالم”. ورأى أن “الاتفاق يضمن أيضا عدم حصول اي استفزاز على الحدود لا من قبل “الحزب” ولا من اي أحد”.
واشار بو صعب الى أنه “بعد إعلان رئيس الجمهورية أن لبنان يريد ان يعيد النظر بالترسيم مع قبرص، وصلت رسالة الى وزير الخارجية اللبناني من نظيره القبرصي تطالب ببدء التفاوض لتعديل الحدود مع قبرص”، معتبرا بو صعب ان “القرار اليوم بيد رئيس الجمهورية الذي يقرر كيف يمكن ان نكمل مع قبرص”.
كذلك دعا الى “الانتقال شمالا ايضا لترسيم الحدود مع سوريا”، لافتا الى أن “الترسيم مع سوريا اقل صعوبة ويجب ان يبدأ الكلام بهذا الموضوع”، مناشدا “بعض السياسيين في لبنان وضع خلافاتهم مع سوريا جانبا، والتكلم مع القيادة السورية بموضوع النازحين وموضوع الترسيم في البحر آخذين في الاعتبار المصلحة الاقتصادية للبلدين”.
وشدد بو صعب على ان “اتفاق الترسيم سيسهل استقدام الغاز المصري والكهرباء الأردنية، ونعمل على هذا الموضوع مع الفريق ذاته في الإدارة الأميركية”.
في سياق منفصل، أردف بوصعب أن “ما يعنينا اليوم هو ضمان وقوف فرنسا الى جانب لبنان لتسهيل عمل شركة “توتال”، والإسراع ببدء العمل واستخراج الغاز”، مؤكدا ان “لبنان لن يدفع شيئا من حصته في حقل قانا الى اسرائيل، وما سيدفع سيكون من حصة شركة “توتال”.
وأوضح ان “الإشارات الأولية تفيد بأن حقل قانا يوازي تقريبا حقل كاريش بكميات الغاز بحسب الدراسات الأولية لشركة “توتال”. وتوقع ان “تبدا الشركة بالتنقيب خلال أشهر ويمكن ان يبدا الاستخراج بعد اربع سنوات، ولكن قبل ذلك يمكن ان نشهد عودة الاستثمارات والشركات الاجنبية، كما ان هذا الأمر سيسهل مهمة لبنان مع صندوق النقد الدولي”.
وطمأن اللبنانيين بأن “المجتمع الدولي لن يقبل بالعبث بالأموال التي ستأتي فيما بعد الى الصندوق السيادي، وعين فرنسا واوروبا واميركا والعالم كله صارت على لبنان بهذا الموضوع”.