لبنان.. “محطّة بنزين” بلا محروقات!
كتب أنطوان الفتى في “أخبار اليوم”:
يحقّ لنا كلبنانيين أن نفرح برؤية المشاهد الأولى، للاستخراج النّفطي الأول من البلد مستقبلاً، بعدما أُشبِعنا بكلام كثير في الماضي، عن أن لا ثروة نفطية في لبنان. الى هذا الحدّ، ممتاز.
ولكن ما سنفرح به، بات من أسفل أسافل اهتمامات كل باقي دول وشعوب المنطقة تقريباً. فالنّفط والغاز ليسا أكثر من سلعة قديمة، أو اعتيادية، بالنّسبة الى مواطني الدول النفطية، ساهمت في ثروات بلدانهم. وهم يتحضّرون لمراحل ما بعد هذا النفط، والغاز، وتقليص الاعتماد العالمي عليهما أكثر فأكثر، لصالح الطاقات النّظيفة، خصوصاً في مرحلة ما بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.
دور
ولكن رغم ذلك، لن نُسقِط من الاعتبار أن كل الدول النّفطية في المنطقة، تتمتّع بدور، إما أُعطِيَ لها، أو فرضته فرضاً، أو اكتسبته تبعاً لظروف معيّنة. وهذا الدور، هو الذي ساهم بقوّتها، ونموّها، وازدهارها، وليس ثرواتها النّفطية بحدّ ذاتها.
حاول لبنان أن يحجز له مكاناً في نادي الدول التي تتمتّع بأدوار في هذا العالم، قبل سنوات، عندما انتعشت أفكار “بلد حوار الحضارات والثّقافات”. ولكن بدلاً من النّجاح في ذلك، انزلقنا نحو الانهيار، والحصار، انزلاقاً صاروخياً. وهو ما لا نزال فيه، حتى الساعة.
“محطّة بنزين”
هذا حصل قبل سنوات، وقبل اتّفاق الترسيم البحري الجنوبي، الذي سيسمح للّبنانيين بالإمساك بسلعة استراتيجية موجودة في بلدهم. وبالتالي، لا بدّ من إيجاد دور للبنان، والاتّفاق عليه، وتسويقه في الخارج، وذلك منعاً لجعله (لبنان) مجرّد “محطّة بنزين” في هذه المنطقة، قد تتوفّر الاستثمارات اللازمة للاستفادة من نفطها في يوم، وقد لا تتوفّر في آخر، أو قد تسوء أحوالها الى درجة تحويل “بلوكاتها” النفطية الى آثارات، لفترات طويلة جدّاً. وهو ما يعني إقفال “محطّة البنزين” هذه بالشّمع الأحمر، حتى توفُّر النّفط فيها، من جديد.
وفي تلك الحالة، لن يكون هناك أي معنى، لا للنّفط، ولا للغاز، ولا للترسيم.
في البحر
شدّد مصدر خبير في الشؤون اللبنانية على أن “مشكلة لبنان الدائمة كانت ولا تزال، أنه بلد صغير من حيث المساحة الجغرافيّة، وأنه من دون دور فعلي ينجح في لعبه، والحفاظ عليه”.
وأشار في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “ما وُعدنا به من جراء الثروة النفطية لا يُمنَح مجاناً، ولن يكون سريعاً. فالترسيم أُنجز، ولكن استخراج النّفط يحتاج الى وقت، والى توفُّر شروط أخرى كثيرة بَعْد، أيضاً. بالإضافة الى سلطة نظيفة، لا تسرق موارد الثّروة النّفطية بصفقاتها سلفاً، وفيما لا تزال في البحر”.
من؟
وشدّد المصدر على أن “أهميّة اتّفاق الترسيم الأساسية والمباشرة، هي أنه جنّبنا الحرب مع إسرائيل. ولكن هذا لا يسمح لنا بأن نسكر، ولا بأن نقول إن كل مشاكلنا انتهت، خصوصاً أنه لا يزال لدينا الكثير من المشاكل”.
وختم: “يتوجّب إيجاد دور للبنان في هذه المنطقة، بعد اتّفاق الترسيم، ولكن من سيفعل ذلك؟ ومن يُمكنه أن يجعلنا نستفيد من أي تغيير في السياسة الأميركية، أو الدولية، طالما أننا في دولة العجز عن الاتّفاق على تعيين “حاجب