الأبيض: نعمل لمواجهة الكوليرا والحل يحتاج لإمكانات!
جال وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، على رأس وفد، في الضنية، يرافقه ممثلون عن منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، ومدير مؤسسة مياه لبنان الشمالي خالد عبيد، طبيب القضاء الدكتورة بسمة شعراني ورؤساء بلديات، للإطلاع على أوضاع المنطقة بعد ظهور إصابات ريقان فيها.
بعد تفقد الأبيض نبع المياه الرئيسي في بلدة سير، زار والوفد المرافق مستشفى سير ـ الضنية الحكومي الكائن في بلدة عاصون، حيث عقد مؤتمرا صحافيا، في حضور مدير المستشفى الدكتور بشار جمال ورؤساء الأقسام وأطباء وعاملين في المستشفى.
استهل جمال المؤتمر بكلمة، رحب بها بوزير الصحة والوفد المرافق، متوقفا عند ظهور وتفشي إصابات بمرض الريقان والكوليرا، معتبرا أنه “نكاد لا نخرج من وباء ومرض مثل كورونا، حتى نصاب بمرض آخر”، ومنوها بوزارة الصحة التي “تدخلت سريعا لمعالجة المشكلة، لأنه لا بد من التحرك على الفور من أجل تدارك المرض، والوزارة بدأت عملها هذا من الشمال بعدما ظهرت أول إصابة بالكوليرا في عكار”.
ثم ألقى الأبيض كلمة قال فيها: “أعتز بزيارتي إلى هذا المستشفى كونه يقدم خدمات صحية إلى المواطنين في ظروف صعبة جدا، وهنا أؤكد دعمنا له، في منطقة لم تأخذ حقها من القطاع الصحي، لذا علينا العمل من أجل إيصال المستشفى إلى مستوى تقديم خدمات أفضل للأهالي، بدل الذهاب إلى طرابلس وبيروت للمعالجة”.
وأضاف: “أتينا اليوم إلى الشمال بعد ظهور وباء كوليرا للأسف في المنطقة، بعد انتشاره في سوريا، وجولتنا اليوم هي لتدارك ومنع إنتشار الوباء وتفشيه. ومع أننا نمتلك بنية صحية تحتية قادرة على القيام بما يجب القيام به للحفاظ على الصحة العامة، لكننا ما نزال نحتاج إلى المزيد، وخصوصا في مجال التوعية العامة للمواطنين، بالتعاون مع البلديات وهيئات المجتمع المدني والإعلام”.
وتابع: “مؤسسة مياه لبنان الشمالي التي تملك القدرة على معالجة مشكلة تلوث المياه، تواجه صعوبات بسبب غياب الكهرباء وعدم القدرة على تأمين المازوت، ما يؤدي إلى انقطاع المياه عن المواطنين الذين يضطرون إلى الإستعانة بمياه غير سليمة. كما أن محطات مياه الصرف الصحي لم يتم تشغيلها حتى الآن، وتحديدا محطة طرابلس التي تعتبر الأكبر، ما أدى لتلوث المياه وظهور إصابات ريقان في طرابلس والضنية”.
وقال: “فرق الترصد الوبائي في وزارة الصحة تقوم بأخذ عينات دائمة من مرضى ومصابين ومن مصادر مياه، وتقوم بفحصها في مختبرات الوزارة، كما تقوم وزارة الصحة بتجهيز عدد من المستشفيات ضمن الخطة التي وضعناها لمواجهة الكوليرا ومنع تفشيها”.
وأضاف: “لا يمكننا مواجهة وباء الكوليرا في المستشفيات، وإذا فعلنا ذلك نكون قد تأخرنا كثيرا، بل يجب علينا مواجهته عن طريق حماية مصادر المياه من التلوث، ومعالجة مشكلة مياه الصرف الصحي، ونشر الوعي بين المواطنين”.
وتابع: “يرافقنا اليوم وفد من شركائنا الدوليين، الذين نشكرهم على مساعدتهم لنا وعلى دعم البنية الصحية الأساسية للصحة العامة وللدولة اللبنانية، وبذلهم معنا جهودا أكبر على صعيد إنجاز البنى التحتية ومعالجة مشاكل مياه الشرب وجعلها سليمة، ومشاكل شبكة مياه الصرف الصحي”.
وقال: “من المفيد اليوم والجيد الإشارة إلى أن الجميع أبدى إستعداده للتعاون من أجل معالجة المشكلة من بلديات ومؤسسة مياه وشركاء دوليين، على أمل أن يتم التمكن من تشغيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي، كونها خطوة أولى رئيسية في معالجة مشكلة التلوث”، داعيا إلى “نشر الوعي بين المواطنين لاحتواء الوباء ومنع إنتشاره”.
وأضاف: “إن المستشفيات على جهوزية تامة للتعامل مع وباء الكوليرا في حال تفشيه، برغم أننا لم نخرج بعد من تفشي وباء كورونا لندخل اليوم في تفشي وباء الكوليرا، وهذا يدفعنا إلى ضرورة دعم المستشفيات بشكل كاف لتكون جاهزة عند الضرورة”.
وقال: “الأزمة الأخيرة كانت مناسبة لتسليط الضوء على مشاكل تلوث المياه المزمنة، وإيجاد حلول لها، برغم أن معالجتها تستدعي وقتا، لكن وباء الكوليرا لن ينتظرنا، وإذا لم نتداركه فإنه سيؤدي إلى مشكلة كبيرة، والحل يحتاج إلى إمكانات ووعي، وإلى جهد مشترك نقوم به مع الصليب الأحمر ولجان المساعدة، لأن هدف الوزارة إستباق تفشي الوباء في لبنان، ومع أن عدد الإصابات ليس كبيرا، لكن ليس علينا أن ننتظر ونقف متفرجين”، لافتا إلى أن “عدد الإصابات بالكوليرا المسجل حتى اليوم هو 3، وهناك حالات غير مؤكدة يجري فحصها”.
وختم: “أعد أن الكلام الذي سمعته في طرابلس وعكار والضنية سيكون حاضرا على طاولة إجتماع اللجنة الوزارية الثلاثاء المقبل، لأننا نريد حلولا مستدامة للأزمة وليس موقتة”.
ثم تحدثت شعراني فأشارت إلى أن “الريقان موجود في كل لبنان بسبب تلوث المياه، لكن أعداد المصابين به ليست مخيفة، ونحن نقوم بالتعاون مع مؤسسة المياه بوضع مادة الكلور في المياه، حفاظا على نظافتها وسلامتها”، موضحة أن “عينات المياه التي جرى أخذها مؤخرا من قبل البلديات واتحاد البلديات جرت بشكل خاطىء”.
ثم ألقى رئيس الجهاز الصحي في اتحاد بلديات الضنية الدكتور محمد سلمى كلمة أكد فيها أن “عينات المياه التي جرى أخذها تم بطريقة علمية وسليمة ووفق الأصول، وقد قمنا بالتعاون مع وزارة الصحة في السابق بفحص مياه نبع سير وبالطريقة ذاتها وأظهرت نتائج الفحوصات بأنها ملوثة”، مضيفا: “لقد جرى تصوير الموضوع وكأننا على خلاف مع مصلحة المياه أو وزارة الصحة، وهذا غير صحيح، فقد قمنا بعملنا بعدما اكتشفنا أن المياه الملوثة توفر بيئة حاضنة للكوليرا، ونحن مستعدون للتعاون مع مصلحة المياه ومع وزارة الصحة لما فيه خير المصلحة العامة”.
وألقى عبيد كلمة رأى فيها أن “العمل من أجل الوقاية من الأزمات أفضل من العمل لمعالجة الأزمة بعد وقوعها”، مؤكدا أن “المياه الموزعة من قبل مصلحة مياه الضنية على المواطنين سليمة وصالحة للشرب والري، ونحن نقوم بكل ما يلزم للحفاظ عليها، لكن علينا الإنتباه إلى مصادر مياه أخرى ملوثة جرثوميا”.
ثم كانت مداخلات لرؤساء بلديات قرصيتا محمد علوش، مراح السراج عبد الفتاح علام، عزقي خضر الشرقاوي وبخعون محمد يوسف، إضافة إلى مداخلات واستفسارات من موظفي المستشفى.