التّسمّم إلى ارتفاع جرّاء “النَّيّة”… وهكذا تتجنّبونه!
كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
تشتهر مائدة اللّبنانيّين بالمازة الّتي تضمّ اللّحمة النّيّئة، كواحدة من أشهر الأطباق. ولكن كَثُرت في الآونة الأخيرة حالات التّسمّم بسببها، مع تفاقم أزمة الكهرباء والمولّدات، فتراجعت معها السّلامة الغذائيّة. وفي لبنان بالتّحديد، مُعتقدات خاطئة بشأن تناول “النَّيّة” قد تؤدّي إلى ما لا يُحمد عقباه. لذا، سنقترح على محبّيها، في هذه السّطور، بعض النّصائح لتجنّب التّسمّم.
في هذا السّياق، يؤكّد الأستاذ والباحث في علوم الغذاء د. حسين حسن، أنّه “وفق القوانين الدّولية لا يجب أن تنقطع الكهرباء عن برّادات اللّحمة أكثر من أربع ساعات، وبطبيعة الحال، فإنّها في لبنان تتخطّى هذه المُدّة، لذلك يمكن القول إنّ اللّحمة غير آمنة في بلدنا”.
ويوضح في حديث لموقع mtv، أنّ اللّحمة تُصبح آمنة عند طهيها، فالحرارة تقضي على الجراثيم، لذلك، إذا لم تُطهَ بشكل جيّد، نُصبح معرّضين لخطر التسمّم بشكل كبير.
ويُشدّد حسن على “ضرورة أن يشتري المُستهلك اللّحمة من مصدر معروف يراعي شروط السّلامة الغذائيّة، وأن تكون طازجة وتوضَع في الثلّاجة”، مضيفاً: “اللّحمة يجب أن تُنقَل بشكل سليم، أي مباشرةً، من ثلّاجة اللّحام إلى ثلّاجة المنزل”.
ويقول: “ذوو المشاكل المناعيّة كالحامل أو الأمّ المرضعة أو المسنّين أو من يعانون من أمراض مناعيّة كالسّرطان أو فيروس نقص المناعة البشريّة (السّيدا)، فمن المفضّل ألا يتناولوا “النّيّة” بتاتاً لأنّ مناعتهم خفيفة ولا يتحمّلون حتّى نسبة قليلة من الجراثيم، أمّا الذين لا يعانون من مشاكل صحيّة، فيُمكنهم تناولها، لكن من الضّروريّ معرفة المصدر”.
هل يُمكن معرفة اللّحمة النّيّئة إذا كانت غير آمنة من لونها ورائحتها فقط؟ قد يكون لونها جيّداً ومن دون رائحة نتنة، إلا أنّها قد تحمل الجراثيم وتكون غير آمنة، وبالتّالي، تُسبّب التّسمّم، وفق حسن.
ويُردف قائلاً: “الطّريقة العلميّة الوحيدة لمعرفة ذلك هي فحص اللّحمة في المختبر، لكن هذا الأمر مستحيل خلال كلّ عمليّة شراء، لذا يجب الاعتماد على إشارات معيّنة، فإذا كان اللّحام لا يراعي الشّروط، في الحدّ الأدنى، أي لا يرتدي “المريول”، وإذا كانت يداه متّسختَين، ويُقطّع اللّحمة على ألواح خشبيّة بدل “ألواح البلاط”، وفي الملحمة حشرات، والكهرباء مقطوعة، فإنّ كلّ هذه الأمور تؤشّر إلى أنّ اللّحمة قد تكون غير آمنة”.
هل نتفادى التّسمّم إذا شربنا العرق مع “النّيّة”؟ ينفي حسن هذه النّظريّة، فالعرق حموضته مرتفعة ويقضي على جزء من الجراثيم فقط، وينصح بعدم استهلاك اللّحمة النيّئة، لا سيّما في الفترة الأخيرة في لبنان، في ظلّ أزمة الكهرباء التي نعيشها.